#تقرير_خاص : تقارير عبرية عن "قمة النقب".. لا تقولوا عنها تاريخية ونجاحها ظاهري فقط
محمد الفرج...
شهد الأسبوع الأخير لقاءات ديبلوماسية عديدة مثيرة للجدل، بين "إسرائيل" ودول عربية وأمريكا وكان آخرها قمة النقب التي حدثت بعد أيام من لقاء شرم الشيخ في مصر الذي جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية "نفتالي بينيت" والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، حيث أشار بعض الخبراء إلى أن هذه اللقاءات تُنذر بتحالفات وقوى جديدة قد يتم الإعلان عنها في الشرق الأوسط مستقبلاً، فيما لفت آخرون إلى ضرورة المحافظة على الدقة والموضوعية في تفسير هذه الأحاديث، ووجهة النظر هذه برزت بشكل واضح في التقارير "الإسرائيلية" التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية.
حيث أكد تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية أن النجاح الذي يتم الحديث عنه لهذا المؤتمر هو ظاهري فقط، حيث نشرت: "ظاهرياً، بدا المؤتمر أنه حقق نجاحاً مذهلاً، لإسرائيل بصفتها الدولة المضيفة ولحلفائها الإقليميين، لكن الحدث وقع وسط قلق عميق من جانب شركاء أمريكا في الشرق الأوسط، وحتى مع العرض العلني للوحدة، لا يزال الخلاف الأساسي قائماً"،ذ مشيرة إلى أن "التصريحات المتعلقة بهيكلية الأمن الإقليمي يجب أن تشمل الولايات المتحدة مهدئة لدول الخليج لأنها تواجه هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على البنية التحتية وعلى سفنها، لكن القضايا المربكة ستستمر في توتير العلاقات بين الدول الست".
فيما انتقد تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية إطلاق تعبير "تاريخية" على هذه القمة، حيث أفاد التقرير بأنه: "لكي يستحق المؤتمر كلمة (تاريخي)، يجب أن يشكل نقطة انطلاق لما قبل القمة، وأن يغير بشكل كبير علاقات القوة ويكون له تأثير دائم على الديناميكيات الجيوسياسية، عندها فقط يكون جدير بوصف (البادئة الموقرة)"، مضيفاً "إنها قمة رائعة لكنها لا تدور حول أي شيء، هناك جلسة تصوير مثيرة للإعجاب، وبعض المناقشات حول مواضيع ذات اهتمام مشترك والتزام بالالتقاء مرة أخرى، ولكن لا توجد أهداف محددة بوضوح، ولا أهداف جيوسياسية دائمة ولا نتائج يمكن تمييزها، بأنها قمة إقليمية".
فيما تناول نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مكان إقامة هذه القمة: حيث قالت: "قرار عقد القمة في بلدة سديه بوكير الصحراوية الصغيرة النائية، وليس في القدس، كان مع ذلك تذكيراً بأن وضع القدس لا يزال قضية حساسة للغاية بالنسبة للدول العربية المشاركة".
بحسب ما نشرته وسائل الإعلام العبرية والأمريكية من الواضح أنه لم يتمخّض عن هذه القمة أي قرارات أو مشاريع جدية وفعلية لكن يبدو أن "إسرائيل" كانت بحاجة لهذا الحدث ظاهرياً، نتيجة جملة من التطورات على الساحة الإقليمية والعالمية، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن هذه القمة ساعدت على حد ما بكسر الجليد بين بعض حلفاء "إسرائيل" إلى جانب المشهد التي حرصت عرضه على وسائل الإعلام المختلفة.
أضيف بتاريخ :2022/03/31