التقارير

#تقرير_خاص : هل تتنازل أمريكا من أجل النفط السعودي؟

 

محمد الفرج...

قبل يومين، اتفقت "أوبك+" على زيادة متواضعة في إنتاج النفط ابتداء من مايو/أيار، لكن ذلك لن يكون له تأثير كبير على الأسعار المرتفعة ودوامة التضخم الحالية.

وأعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الإفراج عن كمية كبيرة من النفط من الاحتياطيات الاستراتيجي التي تحتفظ بها الولايات المتحدة لتخفيف الأسعار، وهي خطوة تحاول أمريكا تجنبها عادة.

وسعت الإدارة لدفع السعودية والإمارات إلى زيادة إنتاج النفط بشكل كبير كوسيلة لتهدئة الأسعار، لكنه لم ينجح لأن العلاقات بين الولايات المتحدة والدولتين الخليجيتين متوترة مؤخرا.

وكانت إدارة "بايدن" قد ألقت باللوم في مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وهو ما تنفيه السعودية، كما رفض "بايدن" التعامل معه بشكل مباشر.، لكن حاليا يتمتع "بن سلمان" بنفوذ ويحتفظ بورقة ضغط مهمة في هذا الظرف الحساس.

وتحدث عن هذا الأمر "ديفيد رونديل"، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي يتمتع بخبرة 3 عقود في الشؤون السعودية، ومؤلف كتاب "رؤية أم سراب: السعودية في مفترق طرق".

ويقول "رونديل" إن زيادة إنتاج النفط ستتطلب من السعوديين كسر الاتفاق مع "أوبك" وحلفائها، بما في ذلك روسيا، وليس لدى المملكة صعوبة في فعل ذلك من أجل الولايات المتحدة.. يرجع ذلك جزئيا إلى أنهم إذا فعلوا ذلك، فلن يبرم أحد اتفاقا معهم في المستقبل"، موضحا أن ذلك قد يمثل نهاية "أوبك".

الأمر أبعد من النفط
لكن بعض المراقبين السعوديين يعتقدون أن تحفظ المملكة على زيادة إنتاج النفط يرجع لأسباب أخرى غير مجرد احترام اتفاق "أوبك" ففي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ولي العهد رفض تلقي مكالمة هاتفية من "بايدن"، وهو ما نفاه البيت الأبيض لاحقا.

لكن رد فعل "بن سلمان" بدا باردا تجاه الحملة الأمريكية لإدانة روسيا وفرض عقوبات عليها بسبب غزو أوكرانيا، إذ تقول "ياسمين فاروق"، من مؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي" إن "ولي العهد لديه غرور كبير جدا، وقد شعر بإهانة شخصية بسبب حديث بايدن عنه ويعتقد أن هذا هو وقت رد الإهانة".

وطلبت المملكة المزيد من المساعدة في مواجهة "أنصار الله" بينما توقف "بايدن" عن دعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، فأصبح "بن سلمان" محبطا بشكل متزايد من الولايات المتحدة، التي ترفض تزويده بالأسلحة التي يريدها، ولا ترد عندما تتعرض المملكة للهجوم.

ومن المؤكد أن عدم زيادة إنتاج النفط يحافظ على الأسعار مرتفعة مما يجلب المزيد من الأموال إلى خزائن المملكة، بالنسبة للسعودية، ربما تكون هذه هي اللحظة المناسبة لممارسة ضغوط وتحقيق هدفها والحصول على ما تريد من الجانب الأمريكي.

ويمكن لتحرك البيت الأبيض باتجاه الإفراج عن احتياطيات الاستراتيجية أن يحل محل الزيادات المطلوبة من السعودية، لكن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في فعل ذلك.

ولدى الإمارات أيضا مخاوف أمنية، وقد أحجمت عن إنتاج المزيد من النفط كما تطلب الولايات المتحدة، إذ أثارت العديد من سياسات إدارة "بايدن" غضب دول الخليج، بما في ذلك جهود الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

أضيف بتاريخ :2022/04/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد