التقارير

#تقرير_خاص : #السعودية و #الإمارات و #أمريكا.. شعور متبادل بالإحباط من الحليف

محمد الفرج..

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة من جهة والسعودية والإمارات من جهة، توتر في أعقاب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، نتيجة عدم رغبة الإمارات والسعودية في زيادة إنتاج النفط بعد ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة. 

فإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن رأت أن إدانة موسكو من قبل دول الخليج غير واضحة بشكل كاف، كما أن فشل إدارة بايدن في الرد بشكل حاسم، بما فيه الكفاية، على الهجمات الصاروخية المستمرة على بلادهما (السعودية والإمارات) من قبل أنصار الله ورغبة واشنطن في توقيع اتفاق نووي جديد مع طهران أدى إلى تفاقم التوتر في علاقات واشنطن مع الرياض وأبوظبي.

 من أسباب الخلاف أيضاً، أن الإمارات غير راضية عن التأخير في تسليم الطائرات المقاتلة الأميركية من طراز “إف – 35” إليها، إضافة إلى المفاوضات الجارية مع إيران بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، فيمكن القول إنه لم يحدث في أي مكان توتر العلاقات كما حدث مع السعودية والإمارات، بعد إحجامهما عن زيادة إنتاج النفط مع ارتفاع أسعار الغاز، إلى جانب ما تعتبره إدارة بايدن إدانة دون المستوى المطلوب لموسكو. 

إلى جانب الخلافات السياسية، أشارت هناك الخلافات الشخصيّة بين واشنطن والسعودية والإمارات، فالرئيس بايدن، الذي وصف “السعودية” بأنها دولة “معزولة” خلال حملته الانتخابية، أنه لم يلتق بعد أو حتى أجرى محادثة مع الحاكم السعودي الفعلي للبلاد، ولي العهد محمد بن سلمان. 

كما قيل إن نظير محمد بن سلمان ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، كان غاضباً عندما مرت أسابيع دون زيارة أمريكيّة رفيعة المستوى أو استجابة إيجابيّة فوريّة لطلبات المزيد من إمدادات الدفاع الجوي بعد الضربة الأولى من سلسلة الهجمات الصاروخية لأنصار الله. 

وفي محاولة لإعادة العلاقات إلى مسارها، التقى وزير الخارجية “أنتوني بلينكين”، يوم الثلاثاء مع ولي العهد الإماراتي في المغرب، لكن رغم ذلك، كانت تعليقات محمد بن زايد مقتضبة، واكتفى بالقول: “كانت فرصة مهمة”. وفي حديثه للصحفيين يوم الأربعاء، ذكر بلينكين أن الولايات المتحدة شريك حقيقي للإمارات، لكنه لم يقدم تفاصيل عن الأمر. وقال إنهم لم يتحدثوا عن إمدادات الطاقة. 

بالنسبة للإماراتيين، فإن أسباب القطيعة أكثر انتشاراً، بما في ذلك التأخير الأمريكي في بيع طائرات F-35 المقاتلة، لكن تلك المثيرات تتضاءل بجانب ما يعتبره الإماراتيون رداً أمريكياً فاتراً على هجمات القوات اليمنية عندما سقطت الصواريخ الأولى من اليمن على ناقلات وقود في أبو ظبي. 

بايدن الذي كان نائب الرئيس في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عندما شنت السعودية عمليات عسكرية في اليمن، يشعر بالإحباط من الرياض وكان شعوره هذا متبادلاً، إذ لم تعتقد السعودية أن الولايات المتحدة تأخذ المخاوف الأمنية للرياض على محمل الجد، لا سيما التهديد من الهجمات الصاروخية اليمنية، والتي نمت في السنوات الأخيرة، كما أن الإمارات، الشريك الأساسي للسعودية في اليمن، تشعر أيضاً بالإحباط من الولايات المتحدة ولا يبدو أن هذا الإحباط سيعود بالنفع على الجانبين.

أضيف بتاريخ :2022/04/04