#تقرير_خاص : #السعودية تراهن على صعود #ترامب مجدداً
محمد الفرج...
بدلاً من الضغط من أجل تحسين العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، يبدو أن السعودية تنتظر الوقت الذي يتم فيه قص أجنحة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".
ويبدو أن المملكة تراهن على استقبال أفضل في واشنطن إذا فقد الديمقراطيون سيطرتهم على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي لهذا العام، أو إذا فاز "دونالد ترامب" أو مرشح جمهوري له ميول مماثلة بالبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
يشير النهج السعودي إلى أن المملكة لم تبتعد عن الولايات المتحدة رغم أنها فقدت الثقة في "بايدن" بسبب موقفه من ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" وجهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
كما يشير هذا النهج إلى أن السعودية تدرك أنه لا الصين ولا روسيا ترغبان أو تقدران على استبدال الولايات المتحدة كضامن لأمن المملكة، بالرغم أن واشنطن أثبتت بشكل متزايد، في السنوات الأخيرة، أنها شريك غير موثوق به.
وأشارت تصرفات "بن سلمان" إلى طريقة تفكيره عندما وافق على استثمار ملياري دولار من قبل صندوق الثروة السيادي في السعودية (صندوق الاستثمارات العامة) في صندوق استثماري خاص مثير للجدل، على عكس نصيحة لجنة دراسة العطاءات في صندوق الاستثمارات العامة.
وأنشئ صندوق الاستثمارات الخاص "أفينيتي بارتنرز" مؤخرًا من قبل "جاريد كوشنر"، صهر "ترامب" الذي حافظ على علاقة وثيقة مع ولي العهد. وفي عرض تقديمي، روج "كوشنر" لإنجازات الصندوق في السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركائه، بما في ذلك روسيا، مستندا على السنوات التي قضاها في البيت الأبيض.
وفي العام الماضي أيضًا، استثمر صندوق الاستثمارات العامة مليار دولار في شركة "ليبرتي ستراتيجيك كابيتال" التي أسسها "ستيفن منوتشين"، وزير الخزانة السابق في عهد "ترامب" والمدير التنفيذي المالي السابق في "وول ستريت".
ورأى محللون أن "بن سلمان"، الذي يرأس صندوق الاستثمارات العامة، فعل ذلك كمكافأة لـ"كوشنر" على دعمه في مناسبات متعددة خلال رئاسة "ترامب"، ومع ذلك، من المرجح ألا يكون الاستثمار مجرد تعبير عن التقدير للمساعدة السابقة من "كوشنر" فحسب، بل يبدو وكأنه استثمار في عودة محتملة لـ"ترامب" أو جمهوري من أمثاله.
وعلى عكس "ترامب" الذي خالف التقاليد عندما جعل السعودية أول دولة أجنبية يزورها بعد أن أصبح رئيسًا، فقد ظل "بايدن"، حتى وقت قريب، يرفض التعامل مع ولي العهد بسبب مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
وقاوم "بن سلمان" جهود "بايدن" لزيادة إنتاج النفط في محاولة لخفض الأسعار في أعقاب حرب أوكرانيا. وردا على سؤال، الشهر الماضي، عما إذا كان الرئيس الأمريكي قد أساء فهمه، قال "بن سلمان" لمحاوره: "ببساطة، أنا لا أهتم".
ويشعر "بن سلمان"، مثل نظيره الإماراتي "محمد بن زايد"، أن الولايات المتحدة تخلت عن بلديهما عندما رفضت الرد بقوة على الهجمات ضد منشآت النفط السعودية والإماراتية ومنشآت البنية التحتية الأخرى.
من المؤكد أن "ترامب" كان أكثر فظاظة في رفضه الرد على الهجمات في عام 2019، والتي استهدفت بعض منشآت النفط المهمة في السعودية، فقد قال في ذلك الوقت: "كان ذلك هجومًا على السعودية، ولم يكن ذلك هجومًا علينا"، في تأكيد ضمني على أن الولايات المتحدة ليس لديها التزام على غرار الناتو تجاه المملكة.
وفي الوقت نفسه، أشار "ترامب" إلى أن موقفه تجاه مساعدة السعودية في الرد على الهجوم أشبه بمقايضة، حيث قال: "سنساعدهم بالتأكيد. إذا قررنا القيام بشيء ما، فسيشاركون كثيرًا، ويشمل ذلك الدفع. وهم يفهمون ذلك بالكامل".
وفي غياب البدائل، قد يكون هذا النهج أكثر راحة بالنسبة لـ"بن سلمان" بالنظر إلى المزاج الحالي العام في واشنطن وعدم وجود تفاهمات أمنية ملزمة بشكل واضح.
أضيف بتاريخ :2022/04/27