#تقرير_خاص : هل فعلاً انقلب الغرب على #ابن_سلمان؟
محمد الفرج...
تحدى "ابن سلمان" نفوذ واشنطن وكبرياءها بتجاهل دعوة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لزيادة إنتاج النفط وإنقاذ الولايات المتحدة والعالم من أزمة اقتصادية وشيكة، بخطوة جعلت من انقلاب الغرب على ولي العهد السعودي، موضوع قيد التفعيل.
فكانت الحرب الأوكرانية، وليس مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، هي السبب وراء حملة الشيطنة الأخيرة لـ"بن سلمان" في الغرب.
حيث تلاشت نشوة بعض الصحفيين الذين سافروا إلى الرياض للقاء الأمير الصاعد، وتحولت صورته في أذهانهم، فبعد أن أُطلق عليه لقب المصلح العظيم، أصبح معروفا الآن بـ"الشرير والديكتاتور".
واعتبر مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "بن سلمان" يُظهر ميولا طفولية لأنه استقبل مبعوث الأمن القومي الأمريكي "جاك سوليفان" وهو يرتدي بنطلونا قصيرا وصرخ في وجهه عندما نطق باسم "خاشقجي".
وفي السابق، كان من الممكن الإشادة بملابسه لكونها غير رسمية وحديثة، وتعكس أجندته الإصلاحية والتزامه بثقافة الشباب، لكن الآن يتم تفسير نفس الملابس على أنها علامة على عدم الاحترام والصبيانية.
الآن.. أصبح ولي العهد السعودي في نظرهم شريرا وديكتاتورا وغير جدير بالثقة لأنه رفض الالتزام بالصفقة القديمة التي قدمت بموجبها الولايات المتحدة الحماية مقابل "الخنوع".
ولا يعد ولي العهد السعودي من النوع الذي يفكر في الموازنة بين الخسائر والمكاسب، فهو مصمم على الكسب بأي ثمن، حتى على حساب من في واشنطن.
ودعونا لا ننسى أن تجاوزات السعودية السابقة، التي تعتبر الآن غير مقبولة في دوائر الإعلام ومراكز الفكر الأمريكية، لم يتم التسامح معها فحسب، بل تم تشجيعها أيضا من قبل السياسة الخارجية الأمريكية.
وحتى عهد قريب، كانت الولايات المتحدة تومن بفكرة استخدام الحكام السلطويين من أجل التغلب على الديكتاتوريين، حيث يعتبر "بن سلمان" حاكماً سلطوياً، لكن لم يكتفوا بغض الطرف عنه، بل أشادوا بما يسمى إصلاحاته الليبرالية، فيما كان الصحفيون الذين التقوا به يذكروننا بأنه ينبغي ألّا يحكم عليه من خلال معايير الديمقراطيين أو الديمقراطية، مدللين بالجولة الأخيرة من الإعدامات الجماعية التي نفذت في السعودية مؤخرا.
أضيف بتاريخ :2022/04/28