#تقرير_خاص : #بايدن في موقف محرج بسبب #السعودية.. تراجع عن الزيارة أم تأجيل؟
رائد الماجد...
تعمّد البيت الأبيض ترك زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية معلّقة، ويبدو أن السبب وراء ذلك هو استبيان مدى الاستجابة فيما لو ضمّ السعودية إلى الجولة، قبل الحسم بشأنها.
كانت الإدارة الأمريكية متردّدة، إذ مرّرت خبر زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة بغموض مقصود لجسّ النبض قبل الإعلان الرسمي لها، واكتفت بالإعراب عن اعتزام بايدن زيارة الأراضي المحتلة والضفة الغربية المحتلة في يونيو الحالي من دون تحديد موعد، ثم أضيفت السعودية إلى الجولة وربما عقد قمة مع قيادات المنطقة، ولكن من غير تأكيد.
التعليل كان أن الإدارة الأميركية قررت التراجع عن موقفها المعروف من وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، وبالتالي زيارة المملكة واللقاء معه، نزولاً عند مقتضيات اللحظة الراهنة التي توجب التحلي بالواقعية، نظراً لحاجة الإدارة إلى تعزيز الإنتاج النفطي بكميات لا توفرها غير السعودية، لوقف انفلات الأسعار عالمياً.
ومع ذلك، إدارة بايدن بقيت صامتة، لم يصدر عنها أي تأكيد رسمي للزيارة ولا للتأجيل، الكلام المنسوب إلى مسؤولين، يعزو تأجيل الجولة إلى الشهر المقبل، وإلى الرغبة في "توسيع إطار الجولة" بحيث تشمل حضور قمة مجلس التعاون الخليجي.
يقابل ذلك تفسير آخر مفاده أن المفاوضات بين واشنطن والرياض حول إعادة ضبط معادلة "أمن - طاقة" بينهما، التي تعقدت في الآونة الأخيرة، لم تنته بعد، ما اقتضى التأجيل.
الردود على الزيارة غير ملائمة للإدارة الأرميكية، حيث جرى تحريك الأجواء المضادة للرياض من خلال تذكير الرئيس بتوعداته الحازمة بالنسبة إلى المملكة، وبالتحديد لولي العهد، وبأنه ينوي التراجع عنها دون ثمن مناسب.
صحيفة "واشنطن بوست" نشرت، قبل يومين تقريراً مطولاً عمّا تسميه "جرائم حرب" ارتكبتها قوات التحالف في غاراتها الجوية "على المدنيين" في اليمن وانتهاكاتها "لحقوق الإنسان" هناك، مع توجيه الملامة إلى الدعم العسكري الذي وفرته واشنطن لهذه الحرب.
والمعروف أن "واشنطن بوست" تتصدر الحملة الإعلامية على الرياض منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول عام 2018، الذي كان يكتب فيها.
على هذه الأرضية لم تكن مفاجئة مراجعة بايدن حساباته بشأن جولة كان من المرجح أن يرجع منها خالي الوفاض سعودياً، ومرة أخرى، يكشف البيت الأبيض عن تسرّعه في القرارات والخيارات والتصريحات، ليتراجع عنها وبما يزيد من خسائره في وقت لا يحتمل فيه زيادة خسائر يدفع ثمنها سياسياً في الداخل.
أضيف بتاريخ :2022/06/06