التقارير

#تقرير_خاص : هل عززت الزيارة الأمريكية دفاعات #السعودية؟

محمد الفرج...

ربما ساعدت زيارة "بايدن" في إقناع السعودية بتحويل شحنات النفط المخصصة لآسيا إلى أوروبا، لكنها لم تفعل الكثير لاستعادة الثقة الشرق أوسطية في موثوقية الولايات المتحدة كضامن للأمن وقائد للنظام العالمي.

كما ساعدت الزيارة على إعادة تأهيل سمعة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" - التي لطخها اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" عام 2018- دون مقابل يتعلق بحقوق الإنسان في المملكة.

كانت المملكة نموذج للخلل الوظيفي في مجالات التعاون العسكري الأمريكي العربي، حيث تتجسد في الحالة السعودية كل أخطاء العلاقات الدفاعية الأمريكية العربية".

ولفترة طويلة جداً، باعت واشنطن للسعوديين والشركاء العرب الآخرين أسلحة باهظة الثمن لا يحتاجون إليها أو لا يعرفون كيفية استخدامها والحفاظ عليها بشكل صحيح، ولم تهتم أبداً بمساعدتهم في تطوير قواتهم المسلحة حتى يتمكنوا من تحمل واجبات الأمن القومي المنوطة بهم.

وعلى مر السنين، كان هناك سخرية من عدم قدرة المملكة على الأداء في ساحة المعركة وعجزها عن الدفاع عن نفسها بالرغم من الإنفاق السعودي الهائل على مشتريات الأسلحة (من بين أعلى المعدلات في العالم)

وكان الفشل السعودي أحد محركات التعاطف السابق مع الجهاديين الذين بدوا قادرين على تحقيق المزيد من الإنجازات العسكرية رغم الإمكانيات الأقل، منذ 11 سبتمبر/أيلول وحتى هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

وعلى مدار السنوات الـ7 الماضية، تمكنت السعودية من الحفاظ على قوتها العسكرية في اليمن، لكنها لم تتمكن من دحر التقدم الإقليمي والاستراتيجي لـ"أنصار الله" أو منع أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

بدلاً من قطع أو تخفيض العلاقات الدفاعية مع الأمريكيين، اختار السعوديون بحكمة الشراكة معهم بشكل أكثر فعالية والسعي لمشورتهم حول كيفية إنشاء مؤسسة دفاعية أفضل. وقد استجابت واشنطن".

لكن بالرغم أن هذا التغيير في الموقف الأمريكي تجاه العلاقات الدفاعية مع السعودية كان ضرورياً ومتأخراً، إلا إنه كان جزءاً واحداً فقط من المعادلة، فلا يزال يتعين على السعوديين التنفيذ، وبالنظر إلى النطاق الواسع لإصلاحاتهم الدفاعية، ستكون الرحلة طويلة وشاقة

وربما تكون الأجواء والمواقف العامة شيئاً والتعاون الأمريكي السعودي الفعلي شيئاً آخر، وقد يكون أفضل شيء لتحديد مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية هو التغلب على الضوضاء والتركيز على ما يحدث في العالم الحقيقي، وعندها قد تبدو الصورة أقل قتامة مما يعتقد الكثيرون.

أضيف بتاريخ :2022/07/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد