#تقرير_خاص : هل يمكن أن تدعم السعودية المصالح الأمريكية بعد أن نبذها البيت الأبيض لفترات؟
رائد الماجد...
قام الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في منتصف تموز بالإعلان خلال قمة جدة أن "أمريكا عادت"، وهي الرسالة التي رحبت بها وسائل الإعلام السعودية والخليجية، لكن لا يمكن لواشنطن أن تحافظ على نفوذها وأن تطور علاقات قوية في الشرق الأوسط دون اهتمام وجهد مستمرين، لا يتأرجح مع كل تغيير في الإدارة.
كان المقصود من كلامه بحسب محللين أنه كلما ابتعدت الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، زاد حجم الفراغ الذي تتركه لروسيا والصين.
وبالرغم أن البيت الأبيض لم يظهر قلقا بشأن هذا الأمر خلال السنوات العديدة الماضية، إلا أن الحرب في أوكرانيا أحدثت تغييرا جذريا في الديناميكيات والتصورات، وأدت الحرب إلى أزمة اقتصادية عالمية أثرت على الولايات المتحدة؛ مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب الذي أحدثه وباء "كورونا".
وتسلط هذه الأزمة الضوء على الطبيعة المترابطة للاقتصاد العالمي، وأهمية الحد من التجارة مع بعض البلدان وتعظيم الشراكات مع آخرين، وتماشيا مع هذه السياسة، يبدو أن السعودية قد وقعت في منطقة "دعم الأصدقاء" اقتصاديا وسياسيا، لكن نظرا للعلاقات المتوترة بين الرياض وواشنطن بسبب حرب اليمن ومقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، كان هناك الكثير من الشكوك حول تجاوب السعودية.
ويأتي ذلك في وقت تتنامى فيه العلاقات السعودية مع روسيا على المستويين الدبلوماسي والعسكري، أبرزها توقيع "اتفاقية تعاون عسكري" العام الماضي وسط ضغوط أمريكية لخفض مبيعات الأسلحة إلى المملكة.
وقبل أسابيع، وصف وزير الطاقة السعودي الأمير "عبد العزيز بن سلمان" العلاقات بين الرياض وموسكو بأنها "دافئة مثل الطقس في الرياض" وذلك خلال زيارة مفاجئة لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي؛ مما أثار تكهنات حول استعداد السعودية للتعاون مع الولايات المتحدة.
إذن السؤال هو: هل يمكن أن تدعم دول الخليج المصالح الأمريكية بعد سنوات من اللامبالاة الأمريكية؟ وبالرغم من كل المؤشرات السلبية، يبدو أن الإجابة هي نعم.
فقد قال المبعوث الأمريكي الخاص ومنسق شؤون الطاقة الدولية "عاموس هوكشتاين" إنه بناء على المناقشات التي جرت في جدة خلال زيارة "بايدن"، من المرجح أن يرفع كبار منتجي النفط الإنتاج في الأسابيع المقبلة.
ويمكن القول إن السعوديين والخليجينن مستعدون لزيادة طاقة إنتاج النفط بشرط ضمان دعم الولايات المتحدة. ولا يعني ذلك بالضرورة أن السعودية ستهدد علاقتها المزدهرة مع روسيا.
في الواقع، يبدو أن السعوديين حريصون على الحفاظ على سياسة الباب المفتوح مع الروس بينما تواصل إدارة "بايدن" جهودها لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
أضيف بتاريخ :2022/08/01