#تقرير_خاص: كيف أعاد المال السعودي للمملكة نفوذها في أمريكا؟
رائد الماجد...
لم يتفاجأ أحد من المتابعين للعلاقات الأمريكية السعودية، من فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في جهوده لعزل السعودية أو تحويلها إلى بلد منبوذ، كما وعد في حملته الانتخابية.
موقع "ذي إنترسيبت" الأمريكي، سلط الضوء على تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية من قبل جماعات الضغط ومراكز البحث والكليات ونجوم الرياضة والفن والموسيقى، الذين حظوا بالدعم المادي من الرياض، وساهموا في تحسين صورتها والتغطية على أخطائها.
كانت آخر جهود التأثير السعودي هي بطولة "ليف غولف" المنافسة لدروي "بي جي إي"، التي أنفقت فيها السعودية أموالا باهظة جعلت من "فيل ميكلسون" وجه المباراة، حيث لعب في كل مباراة من مباريات "ليف" هذا الصيف.
وعبر الغولف، أسهم السعوديون بجعل "ميكلسون" أعلى رياضي أجرا في العالم، وبعائد يقدر بحوالي 138 مليون دولار في الـ12 شهرا الماضية، وفي تلك الفترة لم يفز ولا بمباراة غولف واحدة.
وبعمله مع السعودية، لم يكن "ميلكسون" وحيدا في موقفه، فـ "بايدن"، الذي وصف السعودية بالمنبوذة في حملته الانتخابية عام 2019، شارك هذا الصيف قبضته للسلام مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، ووافق على بيع المملكة أسلحة بمليارات الدولارات.
حيث مرت لحظة عندما بدا فيها الموقف السعودي في الولايات المتحدة والذي دعمته جماعات لوبي ممولة بشكل جيد، يواجه مأزقاً، وهي لحظة مقتل الصحفي السعودي والكاتب في "واشنطن بوست" الأمريكية "جمال خاشقجي"، إلى تداعي التأثير السعودي في الولايات المتحدة، إذ علقت بعض الدول صفقات الأسلحة للسعودية وأصدر بعضها حظرا على سفر المشتبه بتورطهم بالجريمة، وتعهدت مراكز بحثية بعدم قبول المال السعودي.
ففي مقال نشر في "هوليوود ريبورتر"، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعنوان "هوليوود تتقرب مرة أخرى من المال السعودي"، تمت الإشارة إلى الجهود التي قامت بها شركات الترفيه الأمريكية بتجاهل السعودية بعد مقتل "خاشقحي" حتى نهاية عام 2021، حيث نظمت السعودية مهرجان البحر الأحمر الدولي للفيلم.
وبدأت الجامعات الأمريكية التي تلقت ملايين الدولارات من العائلة السعودية الحاكمة بمراجعة علاقاتها، بل وتحدث عالم الترفيه والرياضة ضد السعودية.
وفي عالم الاحتراف الرياضي والسياسي، هدأ الشجب خلال 4 سنوات من مقتل "خاشقجي"، وأصلحت العلاقات، ومثل "بايدن" و"ميكلسون"، باتت المنظمات التي نبذت السعوديين ترحب بهم وبأيد مفتوحة.
وسياسياً.. مرر الكونجرس قرارات كانت ستنهي الدعم الأمريكي للحرب الكارثية في اليمن، إضافة لعدة قرارات كانت كفيلة بوقف صفقات الأسلحة للسعودية، لكن الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، الذي غازله السعوديون، صوت ضد كل قرار كان سيحمل السعودية مسؤولية قتل "خاشقجي".
وفي الوقت الذي يعبر فيه أصحاب شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط عن استعداد لتجاهل حقوق الإنسان في السعودية، فإن نقاد النظام يواجهون معركة مستمرة للحفاظ على حياتهم.
وفي الوقت الذي تقدم فيه السعودية سفيرتها "ريما بنت بندر"، كمثال على حماية والدفاع عن حقوق المرأة، فإن النساء الناشطات يواجهن القمع والملاحقة، وآخرهن طالبة جامعة ليدز "سلمى الشهاب"، التي صدر حقها أطول محكومية بالسجن ضد ناشط في المملكة، بنحو 34 عاما.
وأخيراً بالعودة لزيارة بايدن للمملكة، لم يقدم الرئيس الأمريكي هدية لولي العهد عندما زار السعودية، لأن الزيارة لم تكن ممكنة بدون عمل شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط ومراكز البحث والكليات ونجوم الرياضة والفن والموسيقى، الذين أخذوا مال السعودية وساهموا في تحسين صورتها والتغطية على أخطائها.
أضيف بتاريخ :2022/08/28