#تقرير_خاص : هل باتت #السعودية مصيدة للمعارضين المصريين؟
محمد الفرج...
عادت قضايا ترحيل بلدان عربية مصريين يعيشون ويعملون على أراضيها بسبب مواقفهم المعارضة لنظام الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" إلى الواجهة مجددا، بعد ترحيل السعودية معلما مصريا إلى بلاده، بزعم أنه مطلوب للسلطات هناك، لموقفه المناهض لـ"السيسي"، وهو "أيمن شحوم".
وقال ابنه "محمود"، لموقع "ميدل إيست آي" إن السلطات رحّلت والده إلى القاهرة في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، فيما تجري محاكمته الآن بسبب آرائه السياسية مع احتمالية الحكم عليه بالسجن المؤبد.
وعاش "شحوم"، البالغ من العمر 61، في العاصمة السعودية الرياض منذ 2014، حيث كان يُدرِّس اللغة العربية في مدرسةٍ خاصة، لكن السلطات السعودية استدعته لقسم الشرطة في مايو/أيار 2022.
وقال نجله إن والده تم ترحيله من السعودية مع شخصٍ آخر من محافظة المنيا بصعيد مصر، وأُرسِل "أيمن شحوم" إلى مقر احتجاز في المنصورة بدلتا النيل، يوم 20 سبتمبر/أيلول الجاري، بعد قضاء نحو 4 أشهر داخل السجن في السعودية.
يُذكر أن "أيمن شحوم" فرّ من مصر مطلع عام 2014، بعد محاولة الأجهزة الأمنية المصرية إلقاء القبض عليه مرتين.
وكان "أيمن شحوم" عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، التي حظرتها مصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتمي للإخوان "محمد مرسي" عام 2013.
وأوضح "محمود" أن السلطات السعودية أخطرت والده في مايو/أيار 2022، بأنه "مطلوب" في مصر، بعد أن أصدرت محكمةٌ حكمها عليه بالسجن المؤبد غيابياً، ثم استصدرت نشرةً حمراء بحقه لدى الإنتربول.
وقد سجن "أيمن شحوم" عدة مرات خلال عهد الرئيس الأسبق "حسني مبارك" بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان، بينما تم اعتقال نجله "محمود" لثلاثة أشهر عام 2015 في مصر، بسبب وجود اسم والده في بطاقته الشخصية، وأُدين "محمود" عام 2015 بالانتماء لجماعة محظورة، والتحريض على العنف، والتظاهر، وتهديد الأمن القومي للبلاد. وأصبحت مثل هذه التهم مألوفةً في المحاكمات السياسية المصرية.
وصرح "محمود شحوم" بأنه يعرف 4 عائلات أخرى تعرّض أفرادها للترحيل من السعودية إلى مصر بسبب آرائهم السياسية. ويشعر بالقلق حيال حالة والده الصحية، لأنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري.
لا توضح السجلات الحقيقة كاملة، فبحسب حقوقيين، قد تكون السعودية رحلت مطلوبين للسلطات المصرية سرا، لعدم تسرب الأخبار إلى المنظمات الحقوقية، لاسيما أن مثل تلك التصرفات قد تشكل إحراجا للرياض في أوروبا والولايات المتحدة، لاسيما خلال الفترة التي أعقبت مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" وما سببته من توترات غير مسبوقة في تلك العلاقات.
لكن هناك بعض الوقائع المعروفة، ففي مارس/آذار 2016، ألقت السلطات السعودية القبض على شاب مصري يدعى "شريف عاصم نعيم البسيوني"، يبلغ من العمر 33 عاما، ورحلتّه إلى مصر، بموجب نشرة من الإنتربول، بعد أن أخبرته أنه مطلوب للقاهرة لتنفيذ حكم بسجنه لثلاث سنوات.
"البسيوني"، الذي كان يعمل نجارا وهاجر من محافظته دمياط شمالي مصر إلى المملكة، بعد ملاحقته بعد اتهامه من قبل السلطات بالانتماء لجماعة الإخوان، تم ترحيله في النهاية إلى بلاده.
وفي يوليو/تموز 2018، أفادت تقارير بأن السعودية رحلت معارضا مصريا إلى القاهرة، عقب احتجازه تعسفيا لقرابة 8 أشهر بالمملكة، دون إصدار حكم قضائي أو اتخاذ إجراءات قانونية.
وقالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (غير حكومية)، إن السلطات السعودية رحلت المصري "محمد مختار"، قسرا، على متن الرحلة (323) المتجهة من أبها للقاهرة.
وتشير تقارير إلى أن السعودية أقدمت أيضا على ترحيل نحو 200 معارض مصري كانوا يعيشون على أراضيها لدول أخرى، حيث طلبت منهم مغادرة المملكة طوعا، وإلا فسيتم ترحيلهم بشكل أمني إلى مصر، حسبما نقل موقع "ميدل إيست مونيتور" عن مصادر عام 2016.
أضيف بتاريخ :2022/09/25