#تقرير_خاص : رسالة توبيخ جديدة من الرياض لواشنطن.. ما سر هذا الانقلاب؟
محمد الفرج...
اعتبر متابعون للحالة الأمريكية السعودية الجديدة بعد قرار "أوبك+" مؤخرا خفض إنتاج النفط، أن الاجتماع الافتراضي الذي عقده وزير الطاقة السعودي "عبد العزيز بن سلمان"، الجمعة، مع نظيره الصيني "جانغ جيان هوا" لمناقشة التعاون الثنائي في سوق النفط العالمي والطاقة النووية، بمثابة "رسالة توبيخ" جديدة من قبل الرياض لواشنطن.
اللقاء جاء وسط توترات غير مسبوقة بين الرئيس الأمريكي "جو بايدن" والقادة السعوديين في الرياض، كما يأتي بالتزامن مع إعلان الإمارات عزمها الاستثمار في شركات التكنولوجيا الروسية، وفي قطاعات الفضاء والطب والصيدلة وغيرها.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أعربت الولايات المتحدة عبر "بايدن" ومسؤولي إدارته، عن عدم الرضا عن قرار منظمة "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، ورأوا أنه يصب في صالح روسيا، كما لوحوا بإعادة تقييم العلاقات مع الرياض.
ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فإن وزير الطاقة السعودي عقد اجتماعًا -عبر تقنية الفيديو- مع مسؤول الطاقة الوطنية بالصين "جيان هوا" وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها هي سوق النفط، وبحسب المصدر، أكد الجانبان استعدادهما للتعاون في المحافظة على استقرار السوق.
وشددا على أهمية إمدادات البترول الموثوقة على المدى الطويل في جلب الاستقرار للسوق الذي يواجه حالات عدم يقين عديدة نتيجة للظروف الدولية المعقدة والمتغيرة، منوهين إلى المملكة تظل الشريك والمصدّر الأكثر موثوقية لإمدادات البترول الخام للصين.
كما ناقش الوزيران التعاون والاستثمار المشترك في دول مبادرة الحزام والطريق الصينية، بينما كان من المفترض أن تشكل مشاريع التنمية التي ناقشها "بايدن" خلال زيارته الأخيرة للرياض ثقلا موزانا لخطة الصين في المنطقة.
وناقش الطرفان أيضا مواصلة التعاون في تنفيذ اتفاق ثنائي حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بينما كانت إحدى حجج زيارة "بايدن" للمملكة هو منع التعاون السعودي الصيني في هذه القضية
كما ناقش الوزير السعودي مع نظيره الصيني تعاون بلديهما في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، وهي موضوعات تمت مناقشتها خلال زيارة "بايدن" للرياض.
ونقل موقع "أكسيوس" عن محللة النفط "إلين والد" قولها، إن "القول بأن السعودية والصين ملتزمتان بتعزيز تعاونهما في مجال الطاقة هو توبيخ واضح لواشنطن".
السعودية في الأغلب المورد النفطي الأكبر للصين، كما أن شركة أرامكو السعودية لديها العديد من المشاريع المشتركة في مجال التكرير والبتروكيماويات، والبيان السعودي الرسمي، لا يكشف وجود سياسيات جديدة، لكن جرى تصميمه لتذكير إدارة "بايدن" أن السعودية لديها علاقات مهمة في قطاع الطاقة، وأن "السياسة النفطية السعودية منبعها الرياض وليس واشنطن".
قبل وبعد زيارة "بايدن" للرياض في مايو/ أيار الماضي، كانت أحد الأهداف الرئيسية التي أعلنها مسؤولي البيت الأبيض للزيارة هو الحفاظ على القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط ومنع الصين وروسيا من اكتساب النفوذ.
لكن بعد عدة أشهر من ذلك، أعلنت الرياض وأبوظبي بالتزامن، عن خطط تقارب من بكين وموسكو في مجالات متعددة، وسبقتها خطوات متتالية واصلت عبرها العاصمتان الخليجيتان الإبحار بعيدا عن المرفأ الأمريكي والاتجاه شرقا نحو تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.
ومطلع الشهر الماضي، أعلنت السعودية والصين، عن توقيع مذكرة تفاهم في مجال خدمات النقل الجوي؛ بهدف زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين.
أضيف بتاريخ :2022/10/23