#تقرير_خاص : العقوبات الأمريكية قادمة لا محالة.. ترجيحات باستمرار الخلاف بين واشنطن والرياض
محمد الفرج...
عبر مصافحة بقبضة اليد أثناء زيارة للسعودية في يوليو/تموز الماضي، حاول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" صنع سلامه غير المريح مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الذي سبق أن اعتبره "قاتلا"، والمملكة التي سبق ووصفها بـ"المنبوذة"، ليعقب ذلك بعد شهرين فقط تعهد أخر من الرئيس الأمريكي بمواجهة الأمير الخليجي ومراجعة العلاقات مع الدولة الغنية بالنفط ومعاقبتها.
هذه الزيارة يمكن أن تكون أحد الأسباب الخفية وتداعيات تدهور العلاقات مؤخرا بين واشنطن والرياض على خلفية خفض تحالف "أوبك+" إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا؛ ما أدي إلى ارتفاع أسعار الخام بشكل كبير.
بايدن كان يأمل في أن تساعد المملكة، الحليف التقليدي لبلاده، في الحفاظ على أسعار النفط، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، فمن منظور "بايدن" كان يتوجب على السعوديين أن يكونوا مطيعين ويخفضوا أسعار الخام؛ لأن هذا هو دورهم التقليدي.
لكن بعد ذلك، جاءت مفاجأة أكتوبر/تشرين أول المخيفة، والتي صدمت "بايدن"؛ إذ قرر تحالف "أوبك+" خفض إنتاجه من النفط بشكل غير متوقع؛ ما أدى إلى رفع أسعار النفط في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.
كان على "ولي العهد السعودي" أن يعرف أن مخالفة طلبات الولايات المتحدة المحسوبة بحكمة دائماً، يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، فلن تتحمل الولايات المتحدة عصيان المملكة.
رد فعل "بايدن" كان أعمق من المعتاد بالنظر للخلافات السابقة بين واشنطن والرياض، لا سيما أن السعودية، التي تقود "أوبك+"، اختارت أسوأ لحظة ممكنة للقيام بذلك، في إشارة إلى تزامن قرار خفض الإنتاج مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
توقيت خفض "أوبك+" لإنتاج النفط، الذي يأتي قبل شهر من انتخابات التجديد النصفي الأمريكي كان بمثابة صفعة سياسية شخصية لـ"بايدن" وفق توصيف البعض في دائرة الرئيس، فقرار الخفض كان بمثابة إهانة شديدة من قبل "محمد بن سلمان" لـ"بايدن" لدرجة أن البيت الأبيض الآن يشكك رسميًا في العلاقة المستقرة والوثيقة بين الرياض وواشنطن.
وعلمنا الأسبوع الماضي أن الرئيس بايدن بدأ عملية إعادة تقييم للعلاقات، وربما يغير علاقة الولايات المتحدة مع السعودية بعد قرار أوبك+" ، ووفق السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فقد يتم تطبيق مجموعة متباينة من الإجراءات العقابية الشديدة في كثير من الأحيان، ضد أي حليف لم يحترم أو فشل في الالتزام بالنهج أو الخط الأمريكي المرسوم له، دون تبيان ماهيتها حتى الآن، لكنها آتية لا محالة.
أضيف بتاريخ :2022/10/25