التقارير

#تقرير_خاص: خلافات السعودية والإمارات المتصاعدة.. إلى أين وصلت؟

فاطمة مويس

بعد عقد جلسات ومفاوضات عدة ووساطات لحل الأزمة اليمنية، تعرقلها وتعثرها وتصعيدها مجدداً، برز إلى السطح أنباء تعيد للواجهة الخلافات بين السعودية والإمارات المتصاعدة حول اليمن وهي التي خلفت تعقيدات في طريق حل الأزمة اليمنية التي تشهدها البلاد منذ عشر سنوات.

ورغم تلك الخلافات، من غير المرجح أن تنقطع العلاقات الإقليمية بين الدولتين، كما حدث مع قطر في عام 2017، فإن الرياض وأبو ظبي لديهما أولويات ومواقف ومصالح مختلفة خلقت تعقيدات.

مسألة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" التي سارعت إليها الإمارات وتترد بها قليلاً السعودية، إضافة إلى بعض الصراعات في أفريقيا؛ مثل الحرب السودانية، لا تتوافق مع المصالح السعودية والإماراتية، لذلك من الطبيعي أن يكون هناك بعض الاحتكاك في الشؤون الثنائية.

فمن حيث الهيكل الأمني لشبه الجزيرة العربية، اليمن هو أكبر مصدر للخلاف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ابتداء من شهر مارس 2015، قادت الرياض وأبو ظبي معاً تحالفاً عسكرياً عربياً يهدف إلى قلب مكاسب الحوثيين في عامي 2014/2015، غير أنه بعد عدة سنوات من تلك العملية، أدركت القيادة الإماراتية مدى كارثيتها وغيّرت مسارها.

في عام 2019، سحبت الإمارات رسميا قواتها من اليمن، وبدأت في التركيز على التأثير على المشهد في جنوب اليمن، بينما تركت المملكة العربية السعودية لينال منها أنصار الله في شمال اليمن.

تضارب المصالح هذا بين السعودية والإمارات تجاه اليمن قد خلق ديناميات على الأرض تخدم مصالح أنصار الله، فكان عدم التوافق بين الرياض وأبو ظبي عاملاً كبيراً ساهم في ضعف وعدم فعالية مجلس القيادة الرئاسي، وهو الهيئة التي تقود الحكومة اليمنية حالياً، إذ يعارض المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي ترعاه الإمارات، العناصر المدعومة من السعودية في اليمن، التي تؤمن بالوحدة بين الشمال والجنوب.

علاقة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد:

كما أن هناك أيضاً منافسة اقتصادية خطيرة بشكل متزايد بين هاتين الدولتين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تسعى كلتاهما إلى تحقيق خططهما الخاصة بالتنمية والتنويع الاقتصادي، إضافة للتحفظ على طبيعة علاقة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، برئيس الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد.

عن هذه العلاقة يقول جوزيف كيشيشيان (من مركز الملك فيصل في الرياض) في مقابلة مع TRT World: "بصفته الطرف الأكبر بين هذين الزعيمين، يتوقع محمد بن زايد أن يتم معاملته باحترام، وهذا هو سبب ظهور خلافات دورية".


أفضل طريقة لوصف العلاقة بين الدولتين، في الوقت الحالي، هي أنها مزيج من الود والتوتر والبراغماتية، ولطالما كانت المنافسة الشرسة ومستويات التوتر العالية بين دول مجلس التعاون الخليجي موجودة.

أضيف بتاريخ :2024/07/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد