التقارير

#تقرير_خاص : لماذا يجب على السعودية الأخذ بتحذيرات الحوثي؟

عبدالله القصاب

بعد تحذيرات قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، للسعودية من التورط والجري وراء أمريكا، حريٌّ بالرياض الأخذ بهذه التحذيرات لعدة اعتبارات.

وضعت هذه التحذيرات السعودية أمام خيار وحيد وهو النأي بنفسها عن المؤامرة الأمريكية ضد اليمن، وذلك لعدة أسباب، أولها أن الأيام أثبتت بالفعل أن ما يقوله عبد الملك الحوثي في خطاباته سرعان ما يتحول إلى مواقف حقيقية على أرض الواقع. 

خير شاهد على ذلك المعركة التي يخوضها الشعب اليمني ضد الكيان الإسرائيلي نصرة لغزة، والتي بدأت بخطاب للسيد عبد الملك الحوثي عقب إعلان عملية "طوفان الأقصى" في الـ 7 من أكتوبر. 

لا تزال خطابات السيد الحوثي ترسم ملامح هذه المواجهة في كل مرحلة من مراحل التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي وداعميه حتى اليوم. وبمجرد أن يتحدث السيد الحوثي عن مرحلة جديدة من التصعيد، تجد هذه المرحلة تدخل حيز التنفيذ مباشرة بعد خطابه.

إضافة إلى ذلك، فإن اليمن الذي اتخذ قرار مواجهة أمريكا والدخول معها في حرب مباشرة، وهي الدولة التي يخشاها العالم ويضع لها ألف حساب، لن يتوانى في العودة إلى المواجهة المباشرة مع النظام السعودي إذا رأى أن ضرر هذا النظام على اليمن وصل إلى حد لا يمكن السكوت عليه، على النظام السعودي أن يعي ذلك جيداً.

كذلك، على النظام السعودي أن يستمع لتحذيرات السيد عبد الملك الحوثي لأن عمليات قوات صنعاء التي نفذتها في عمق المملكة سابقاً ألحقت أضراراً فادحة بالاقتصاد السعودي في حينها، فكيف ستكون هذه الأضرار إذا قررت صنعاء استئناف عملياتها العسكرية ضد السعودية مع التطور الحاصل في قدراتها العسكرية؟ بالتأكيد ستكون الأضرار كارثية ولن تستطيع السعودية تحملها أبداً.

إضافة إلى ذلك، على النظام السعودي أن يستمع لتحذيرات السيد عبد الملك الحوثي لأنه يعرف تماماً أن الرهان على واشنطن لم يعد مجدياً في الوقت الحالي، خصوصاً وأن واشنطن ظهرت عاجزة تماماً عن حماية قطعها البحرية والسفن المرتبطة بإسرائيل التي تتعرض لهجمات متواصلة من قوات صنعاء، ليس فقط في البحر الأحمر وإنما في بحار المنطقة جميعها.

كذلك، على النظام السعودي أن يستمع لتحذيرات السيد عبد الملك الحوثي لأنه يعرف تماماً أن واشنطن، التي تحاول توريطه في العدوان على اليمن خدمة للكيان الإسرائيلي، ستتركه يواجه صنعاء بمفرده ولن تقف إلى جانبه أبداً كما وقفت إلى جانب الكيان الإسرائيلي، خير دليل على ذلك هو الرفض الأمريكي للدخول في اتفاقية دفاع مشترك مع الرياض حتى اليوم، رغم الاستجداء المتواصل من الرياض.

بالمختصر، إذا لم يستمع النظام السعودي لتحذيرات السيد عبد الملك الحوثي وضرب بها عرض الحائط، وقرر المغامرة في الاستمرار بالعدوان على اليمن لإرضاء أمريكا والكيان الإسرائيلي، فإنه بالتأكيد سيدفع أثماناً باهظة لهذه المغامرة.

أضيف بتاريخ :2024/07/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد