التقارير

#تقرير_خاص : غزة والسعودية تهتزان.. الفعاليات "الراقصة" مقابل الحرب

علي الزنادي

أكثر من 10 أشهر والرياض تهتز من جهة وغزة هي الأخرى تهتز من جهة أخرى، الأولى بسبب الفعاليات التي لم يفكر حتى بتأجيلها تركي آل الشيخ، والثانية جراء ما تتعرض له من قصف وحشي إجرامي دموي من الكيان الاسرائيلي كل ليل ونهار. 

وتزامناً مع إيقاع الموسيقى في الفعاليات التي يتغنى بها "تركي"، نسمع صراخ وعويل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء صادحاً في سماء غزة هاشم دون رادع، لا دولي ولا عربي. 

فقد أقسم ابن سلمان أن يعمل ما بوسعه لأشغال وإلهاء أهل الجزيرة العربية ومن حولها خاصة الشباب الذي حل به الميعان وتفشى الإنحطاط الخلقي في أوساطه بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة بفضل ما يطلق على نفسه "خادم الحرمين الشريفين" وعلى أرضها أقام أبشع أنواع مهرجانات العار والخزي والفسق والفجور بطائلة "الترفيه". 

ووفق مجريات الأحداث الدامية التي تتعرض لها فلسطين المحتلة خاصة قطاع غزة، يتضح أنَّ هناك توافق عربي غربي صهيوني على تصفية وتدجين المقاومة الفلسطينية وإنهاء قضية الأمة دون رجعة؛ فرغم الأحداث المروعة التي تجري في غزة هناك تواطؤ عربي خليجي وفي مقدمته السعودية على ذلك في كل الجوانب.   

فسق وفجور وسهرات ليلية مختلطة باتت من أبسط ما يقال عن الفعاليات التي قيل إنها من تداعيات التغيير والترفيه والحرية الفردية التي وعد بها محمد بن سلمان أسياده الذين التقاهم في واشنطن بداية صعوده يوم السلطة عام 2018 ولابد له من التنفيذ وفق ما آخذ على نفسه. 

إن ما يقوم به محمد بن سلمان لن يقف عند هذا الحد بل تجاوز الكثير من المحرمات والشعارات التي كان يرفعها آل سعود طيلة العقود الأخيرة الماضية بدعم القضية الفلسطينية، ولا حتى تصب في إطار ما أسموها "مبادرة السلام العربية" التي أطلقها عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت العربية عام2002 بهدف إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967. 

فقد تجاوز ابن سلمان كل تلك الخطوط العائلية العريضة بخصوص القضية الفلسطينية قضية الأمة الأولى والأساس، ولم يعد في قاموس سلمان ونجله وحتى غالبية آل سعود ما يطلق عليه الحمية العربية ولا الاسلامية التي يتشدقون بها، فأين اختفت طائراتهم الحربية وجيوشهم والمرتزقة الذين استجلبوهم من كل صوب وحدب من أمريكا الشمالية واللاتينية وافريقيا وآسيا والدواعش إلى اليمن، من فلسطين وأهلها الذين يعانون المجازر تلو المجازر ليل نهار خاصة في غزة؟

وهنا يطرح هذا السؤال نفسه بشكل عريض: أم أن عروبتهم ليست مخصصة إلا لليمن فقط وشعبه الذي لم ولن يتخلى عن قضاياه العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين!

اتضحت للعالم وللشعوب أن عروبة آل سعود وآل نهيان ومن لف لفهم من البلدان الخليجية والعربية، وأن إدعاءاتهم السابقة ما هي إلا جزاف بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وانكشفت وجوهكم وسقطت أقنعتكم أمام غزة.

أضيف بتاريخ :2024/07/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد