التقارير

#تقرير_خاص : هل تريد السعودية القضاء على حماس بعد تعرقل مسار التطبيع؟

علي الزنادي

توقيت الهجوم المباغت والأول من نوعه الذي شنته حركة حماس على الكيان الإسرائيلي جاء في وقت كثر خلاله الحديث عن اقتراب السعودية من تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، جعل منها في مرمى اللوم السعودي دائماً.

كانت "إسرائيل" قد طبعت علاقاتها في عام 2020 مع كل من دولة الإمارات والبحرين، وعززت روابطها بكل من المغرب والسودان، رغم أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و"إسرائيل" متوقفة منذ سنوات، كما تجرَى منذ فترة مفاوضات بين إسرائيل والسعودية، بوساطة أمريكية، بغرض تطبيع العلاقات.

وإبرام "اتفاق سلام تاريخي" مع السعودية، كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سيكون ذا أهمية كبيرة لبلاده نظرا للثقل السياسي والاقتصادي للمملكة، فضلا عن أهميتها الرمزية في العالمين العربي والإسلامي.

ومع تأكيده في سبتمبر/أيلول الماضي على أن التطبيع مع "إسرائيل" قد اقترب "أكثر فأكثر"، شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الوقت ذاته على موقف بلاده المطالب بأن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين، وأضاف: "نأمل أن تؤدي (المحادثات مع إسرائيل) إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بلعب دور في الشرق الأوسط".


ولا تعكس مواقف السعودية في مطالبتها بوقف الحرب في غزّة وإدانتها للعنف الإسرائيلي الدموي ضدّ سكان القطاع، سوى حالة من عدم الرضا عن سلوك حركة حماس تتكتّم عليها الرياض مسايرة للرأي العام  المحلّي والعربي – الإسلامي.

وفي مقال في صحيفة "غلوبس" المختصة في الشأن الاقتصادي الإسرائيلي، يحلل البروفسيور إيلي بوده تداعيات هجوم 7 أكتوبر على خطط الرياض، فرغم أن موجة المهرجانات والإعلانات والفعاليات التي تمضي قدماً في السعودية، إلا أن الحرب في غزة وجهت ضربة للاستراتيجية الدبلوماسية والاقتصادية للمملكة

تقليدياً دعمت السعودية فتح، لكن لم تدعم أبداً حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لأن قوة حماس تتعارض مع المصالح السعودية، فالنظام السعودي يريد أن يرى حماس تضعف، هذا إن لم يكن يريد القضاء عليها تماماً، ومن المؤكد أن حقيقة أن مثل هذا التنظيم الصغير تمكن من إذلال المملكة العظيمة ودفعها إلى تعليق التطبيع مع "إسرائيل" لن يُنسى بالتأكيد.

أضيف بتاريخ :2024/07/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد