التقارير

#تقرير_خاص : هل يعود ترامب لخديعة وابتزاز بن سلمان فيما لو فاز في انتخابات 2024م؟

عبدالله القصاب

بينما تقترب انتخابات الولايات المتحدة لعام 2024، يتساءل الكثيرون عن مصير العلاقات الأمريكية-السعودية إذا ما عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. خلال ولايته الأولى، شهدت العلاقات بين البلدين تحولات كبيرة، خاصة في ظل تولي الأمير محمد بن سلمان دورًا قياديًا في السعودية. تراوحت هذه العلاقات بين التحالف الوثيق والابتزاز الصريح، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيواصل نفس النهج أم يتبنى استراتيجية جديدة.

تعود العلاقات بين ترامب وبن سلمان إلى زيارة الأمير السعودي إلى الولايات المتحدة في مارس/آذار 2018، وهي الزيارة التي قيل إنها جلبت لفندق "ترامب إنترناشيونال" أرباحًا كبيرة من خلال الحجوزات التي قام بها الوفد المرافق لولي العهد. هذا الأمر أثار تساؤلات حول مدى تأثير العلاقات الشخصية والمالية بين ترامب وزعماء العالم على سياسات الولايات المتحدة، وهو ما فتح الباب لتحقيقات قضائية حول انتهاك الدستور الأمريكي الذي يحظر على الرئيس تلقي أموال من حكومات أجنبية.

أحد أبرز الأحداث التي أكدت هذا النمط من العلاقات كان قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول. حينها، قدم ترامب حماية سياسية لولي العهد السعودي، متجاهلًا تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التي أكدت تورط بن سلمان في الجريمة. هذا الموقف لم يكن نابعًا من قناعة ترامب ببراءة بن سلمان، بل من إدراكه لأهمية السعودية الاقتصادية والسياسية، ورغبته في الحفاظ على تدفق الأموال السعودية إلى الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بإسرائيل، التي شكلت عنصرًا مهمًا في سياسات ترامب الخارجية، فمن المرجح أن يستمر في تعزيز التحالف الثلاثي بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لمواجهة التهديدات المشتركة. هذا التحالف يتيح له فرصة الابتزاز والاستفادة من العلاقات المتوترة بين هذه الدول وإيران، مما يعزز موقفه السياسي داخليًا وخارجيًا.

وفي ظل هذه الديناميكيات، يبرز سؤال مهم: هل سيعود ترامب لابتزاز محمد بن سلمان في حال فوزه بانتخابات 2024؟ ترامب الذي برع في سياسة الصفقات قد يسعى مرة أخرى للحصول على مزايا اقتصادية وسياسية من السعودية. ولي العهد السعودي، الذي استفاد من دعم ترامب في فترة رئاسته، قد 
يجد نفسه مرة أخرى مضطراً لتقديم تنازلات للحفاظ على الدعم الأمريكي.

إذا ما فاز ترامب في الانتخابات المقبلة، قد نرى تكرارًا لتكتيكاته السابقة في التعامل مع السعودية. ربما يسعى مجددًا لاستغلال احتياجات المملكة للحصول على مزيد من الاستثمارات والصفقات التجارية. ومع ذلك، فإن بن سلمان قد يكون قد تعلم من تجاربه السابقة مع ترامب، وربما يكون أكثر استعدادًا للتفاوض بشكل أكثر حذرًا وذكاءً، محاولًا تحقيق توازن بين تلبية مطالب الولايات المتحدة والحفاظ على سيادته ومكانته الإقليمية.

في النهاية، فإن عودة ترامب إلى السلطة قد تعيد تشكيل العلاقات الأمريكية السعودية مرة أخرى، لكن بن سلمان سيكون أكثر استعدادًا للتعامل مع أي محاولات ابتزاز أو ضغوط مالية، محاولاً تحقيق توازن بين الحفاظ على الدعم الأمريكي وتجنب الانتقادات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية. وسيبقى المشهد السياسي الدولي في حالة ترقب وانتظار لما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية المقبلة.

 

أضيف بتاريخ :2024/07/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد