#تقرير_خاص : اتفاق لن يحقق السلام.. لماذا تريد "إسرائيل" التطبيع مع السعودية؟
رضوى العلوي
لن يحقق اتفاق التطبيع المحتمل بين "إسرائيل" والسعودية، بوساطة أمريكية، السلام في الشرق الأوسط، بل سيزيد حدة الصراع، ولاسيما في الخليج، إذاً لماذا تريد "إسرائيل" التطبيع مع السعودية؟
هناك هدفان خلف سعي "إسرائيل" إلى إقامة علاقات رسمية كاملة مع الدول العربية، وخاصة السعودية، أولهما هو استخدام مثل هذه العلاقات كأساس إضافي لتحالف عسكري معزز ضد إيران،
أما الهدف الإسرائيلي الآخر، فيتمثل في التمتع بعلاقات ودية مع الدول الإقليمية الأخرى، والإظهار لبقية العالم أنها قادر على إقامة مثل هذه العلاقات، على الرغم من استمرار احتلالها الأراضي الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير، باختصار، بالنسبة لـ"إسرائيل"، تحسين العلاقات مع العرب يدور حول عدم الاضطرار إلى صنع السلام، وخاصة مع الفلسطينيين، وتقليل حدة العداء تجاه "إسرائيل"، إقليمياً وعالمياً.
ومقابل التطبيع، تأمل السعودية في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطوراً، ودعم برنامج نووي مدني، لكن حتى لو حصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الصفقة السعودية الإسرائيلية، فإن الاتفاق ستكون له عواقب سلبية متعددة.
وربما لن يتم التراجع عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية السعودية - الإسرائيلية، بالنظر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيرغب في الحفاظ على الخدمات التي حصل عليها من الولايات المتحدة، خاصة مع انتظاره صعود حليفه ترامب لسدة الحكم.
ولأشهر، أملت الإدارة الأميركية أن ينتزع نتانياهو "الجائزة المنشودة" منذ فترة طويلة وهي التطبيع مع الرياض، لكن ما جرى يوم 7 أوكتوبر عرقل الأمور.
ورغم مايُقال عن الجهود الأمريكية المكثفة، التي تجْري في هذا الاتجاه، فإنه لا يوجد حتى الآن، أي إنجاز ملموس على الأرض، ويَظَل الأمر يراوح مكانه، بين نَفيٍ رسمي سعودي، وحديثٍ إسرائيلي ورد على لسان أكثر من مسؤول، عن أن الأمر بات قريبا.
يبدو التطْبيع السعودي مع "إسرائيل"، مختلفا كثيراً في طبيعته، عن اتفاقات التطبيع التي تمَّت سابقاً، بين "إسرائيل" والعديد من الدول العربية، أو هكذا تراه السعودية لأنها تعتبر نفسها "زعيمة للعالم الإسلامي".
أضيف بتاريخ :2024/07/23