التقارير

#تقرير_خاص: "بيغاسوس" والسعودية: هوس التجسس في عصر الذكاء الاصطناعي

رضوى العلوي

كشف تحقيق صحفي لصحيفة "هآرتس" العبرية في عام 2018 أن مجموعة "أن أس أو" الإسرائيلية المتخصصة بتطوير برامج التجسس أبرمت صفقة مع مسؤولين سعوديين لبيعهم برنامج لاختراق الهواتف الخلوية يدعى "بيغاسوس 3" مقابل مبلغ 55 مليون دولار، تم ذلك قبل بضعة أشهر من إطلاق ولي العهد السعودي حملة على معارضيه في الداخل.

ربط مسؤولون حينها بين مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول واستخدام السعودية لبرنامج "بيغاسوس"، وفي عام 2021، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن استخدام السعودية برنامج "بيغاسوس" للتجسس على رئيس البرلمان التونسي، زعيم حركة "النهضة"، راشد الغنوشي.

مجدداً، كشفت أوساط المعارضة السعودية أن ولي العهد محمد بن سلمان أقر مؤخراً خطوات لتطوير برنامج "بيغاسوس" التجسسي بميزانيات مالية ضخمة، وذكر حساب “العهد الجديد” أن برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي لم يُشبِع هوس محمد بن سلمان في التجسس على الأمراء والمواطنين، ولذلك وافق مباشرة على مقترح رُفع إليه من الاستخبارات للتعاقد مع مجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي بهدف تطوير برنامج "بيغاسوس" وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي عليه، ليصبح يتعامل وفق أنظمة Big Data.

- التطوير المثير للجدل
التطوير المرتقب على برنامج "بيغاسوس" يهدف إلى جعله قادراً على جمع ما يتشابه من الأفكار والتوجهات بين الشخص المستهدف والدوائر المقربة منه، سواء في الحياة العامة أو في وسائل التواصل، وتصنيفهم ضمن دوائر بحسب الأهمية والخطورة.

- ما هو برنامج "بيغاسوس"؟
"بيغاسوس" هو من أخطر برامج التجسس وأكثرها تعقيداً، ويستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل iOS لشركة آبل، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد تختلف بعض الشيء عن نسخة iOS.

تعتبر طريقة "التصيد" أكثر الوسائل شيوعاً لإصابة الجهاز ببرنامج التجسس هذا، حيث يتم إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى الضحية تضم رابطاً مشبوهاً، وعند النقر عليه يتم تثبيت الفيروس في الجهاز،

- لماذا كل هذا الزخم على "بيغاسوس"؟
"بيغاسوس" هو من برامج التجسس الموجهة والمكلفة جداً، لذا فإن الجهات الفاعلة تستخدمه لمهاجمة أفراد "ذوي قيمة عالية" من الناشطين السياسيين أو غيرهم ممن بإمكانهم الوصول إلى معلومات مهمة وحساسة وسرية.

- تداعيات التجسس على حقوق الإنسان:
الزخم حول برنامج "بيغاسوس" لا يأتي من فراغ، إنه جزء من استراتيجية أوسع تستهدف تقويض الحريات الشخصية وحقوق الإنسان، عندما تمتلك الحكومات أداة قوية كهذه، فإنها تُغريها لاستخدامها ليس فقط ضد الأعداء الخارجيين، بل أيضاً ضد مواطنيها، ما يعزز القمع ويحد من مساحة المعارضة السياسية والنقد.

إن الهوس السعودي ببرنامج "بيغاسوس" يعكس مدى القلق الداخلي من المعارضة والاحتجاجات، في عصر تتسارع فيه تطورات التكنولوجيا، تبرز الحاجة إلى تعزيز الحماية القانونية والتنظيمية لمنع إساءة استخدام أدوات المراقبة، التحول نحو الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات التجسس يزيد من المخاطر، ما يتطلب وعياً دولياً وإقليمياً لمواجهة هذه التحديات وضمان حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

أضيف بتاريخ :2024/07/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد