التقارير

#تقرير_خاص : الرسائل المبطنة لفيديو حزب الله: وسائل ردع جديدة

علي الزنادي

في ضوء التصعيدات الأخيرة التي شهدها الصراع اللبناني الإسرائيلي، نشر حزب الله مقطع فيديو بعنوان "جبالنا خزائننا"، والذي يعرض منشأة عسكرية تحمل اسم "عماد 4" تكشف عن شبكة معقدة من الأنفاق المخزنة بالصواريخ والشاحنات. 

هذا الفيديو الذي تم نشره بالتزامن مع الانتظار لرد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر، الملقب بـ "الحاج محسن"، ما يعكس تحولاً لافتاً في استراتيجيات الحزب، ويطرح عدة تساؤلات حول مدى تأثيره على العلاقات بين لبنان و"إسرائيل".

أثار الفيديو اهتمام المحللين والخبراء العسكريين، خاصة في ظل توقيته ونوعية الأسلحة المعروضة، فعلى قناة "الجزيرة" وصف العميد الركن الدكتور هشام جابر الفيديو بأنه "تحذير قوي لإسرائيل"، مؤكداً أن "هذه المدينة تحت الأرض ستكون في انتظارهم إذا شنوا حرباً شاملة على لبنان". 

يشير هذا التصريح إلى أن حزب الله يسعى من خلال هذا الكشف إلى تعزيز قوة الردع ضد أي عدوان محتمل، مستنداً إلى ما يُعتبره "تفوقاً استراتيجياً" في مجال الأنفاق التي قد تكون معقدة بما لا يسمح باكتشافها بسهولة.

التحليل الذي قدمته صحيفة "الأخبار" اللبنانية ينوه إلى أن كشف هذا الجانب من القدرات العسكرية لا يُقصد به سوى خلط أوراق العدو، وأن حزب الله يبدو أنه يرمي إلى دفع "إسرائيل" لإعادة النظر في أي خطوات متهورة قد تؤدي إلى تصعيد عسكري، وعرض تفاصيل معينة عن قدرات الحزب العسكرية قد يكون له تأثير كبير في تعميق الردع، وتحفيز قادة "إسرائيل" على مراجعة تقديراتهم وقراراتهم بعقلانية أكبر.

من جانبها، صحيفة "النهار" تسلط الضوء على أن الكشف عن منشأة "عماد 4" يشير إلى وجود شبكة أكبر من الأنفاق، واعتبرت أن هذا الكشف يدخل في إطار الحرب النفسية، إذ تهدف الرسائل إلى إظهار أن أي عدوان على لبنان سيواجه مقاومة شديدة، وأن الوضع سيكون أسوأ بكثير مما كان عليه في غزة، ما يُعتبر رسالة واضحة بأن لبنان سيكون "مصيدة" كبيرة لـ"إسرائيل".

ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو احتمال أن تكون هذه الأنفاق مرتبطة بخطط هجومية محتملة، كما يتصور البعض في "إسرائيل" فقد كانت عملية "درع الشمال" التي نفذها كيان الاحتلال لتدمير أنفاق حزب الله جنوب الحدود، تأتي في سياق محاولة منع تهديدات مشابهة، وقد تكون الرسائل التي يوجهها حزب الله عبر هذا الفيديو بمثابة تحذير مبطن لأي محاولة إسرائيلية لتكرار سيناريوهات مماثلة.

الفيديو المنشور يشكل جزءاً من استراتيجية حزب الله في إظهار استعداده للرد بقوة على أي عدوان، ويعزز من موقفه في معادلة الردع الإقليمي، عبر هذه الرسائل، يسعى الحزب إلى تصعيد الضغط النفسي على قادة "إسرائيل"، وجعلهم يدركون أن أي تصعيد قد يواجه بعواقب غير محسوبة. في زمن تتصاعد فيه التوترات، فإن مثل هذه الرسائل قد تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الأحداث المقبلة.

أضيف بتاريخ :2024/08/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد