التقارير

#تقرير_خاص : حزب الله يرد على اغتيال فؤاد شكر: خسائر إسرائيلية ودلالات استراتيجية


فاطمة مويس

أثارت عملية ردّ حزب الله اللبناني على اغتيال القيادي فؤاد شكر حالة من الذعر والقلق داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث سادت أجواء من التوتر في الداخل الإسرائيلي إثر الجولة الأولى من هذا الرد، حيث أعلن حزب الله أن عمليته استهدفت مواقع استراتيجية ومراكز عسكرية، مما أفضى إلى إعلان حالة الطوارئ في عموم "إسرائيل" وتعطيل الحياة العامة في بعض المناطق.

- خسائر إسرائيلية كبيرة في ضوء ردّ حزب الله:
غطت نيران الرد اللبناني مساحة واسعة بلغت 1500 كلم² من شمال فلسطين المحتلة، مستهدفة مواقع عسكرية ومنصات قبة حديدية، وفي أعقاب الضربات، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة، شملت إجراءات غير مسبوقة مثل إغلاق مطار "بن غوريون" أمام الرحلات الجوية وإلغاء 50 رحلة مجدولة، بالإضافة إلى إغلاق جميع شواطئ مدينة حيفا أمام المستوطنين الإسرائيليين.

كما أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تأجيل جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار "بن غوريون" تماشياً مع التطورات الأمنية، وفي ذات السياق، رفعت خدمات الإسعاف في "إسرائيل" حالة التأهب القصوى ونشرت طواقمها في جميع أنحاء البلاد تحسباً لأي تصعيد مستمر في ظل العمليات المستمرة لحزب الله.

- دلالات التوقيت والرسالة التي أرادها حزب الله:
رد حزب الله جاء في توقيت حرج للكيان الإسرائيلي الذي كان في ذروة الاستنفار العسكري، بالتزامن مع زيادة الضغوط الأمريكية على المنطقة، ما يعزز من دلالة هذا التوقيت هو أن الرد لم يكن مرتبطاً بأي سياق سياسي أو مفاوضات إقليمية، فبالرغم من المحادثات الجارية، أظهر حزب الله أنه لا يخضع لأي ضغوط خارجية، وأنه لا يتردد في الرد على العدوان بشكل مستقل.

رد حزب الله يؤكد أن المقاومة لم تؤجل ردها، ولم تخضع لأي ضغوط دولية أو إقليمية، عدا عن أن الحزب أسقط الرواية الإسرائيلية التي كانت تدّعي أن رد حزب الله مرتبط بموقف حركة حماس من مفاوضات القاهرة، لذا الرد الحاسم لحزب الله يعكس استقلالية القرار المقاوم في لبنان بعيداً عن أي حسابات سياسية إقليمية.

- أبعاد واستراتيجية الرد:
العملية لم تقتصر فقط على الرد الميداني، بل حملت رسالة استراتيجية مفادها أن المقاومة اللبنانية قادرة على استهداف أهداف حساسة داخل العمق الإسرائيلي في أي وقت. 

وبحسب ما أعلنه حزب الله، فإن العملية شملت استهداف هدف عسكري إسرائيلي نوعي، سيتم الكشف عنه لاحقاً، ما يزيد من حالة القلق داخل كيان الاحتلال حول قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات معقدة ودقيقة.

هذه الضربات تأتي في إطار مواجهة متواصلة بين حزب الله وإسرائيل، والتي يشكل فيها الردع أحد المحاور الأساسية، يُعتبر هذا الرد تأكيداً على أن المقاومة اللبنانية لا تتردد في استخدام القوة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وأنها جاهزة للرد في أي لحظة وبشكل مباشر، دون الالتفات إلى الحسابات السياسية أو الضغوط الدولية.

عملية ردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر تُعد حلقة جديدة في سلسلة الصراع بين المقاومة اللبنانية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، الخسائر التي تكبدتها "إسرائيل" نتيجة هذه العملية، بالإضافة إلى إعلان حالة الطوارئ، تعكس مدى تأثير هذه الضربة على البنية العسكرية والمدنية الإسرائيلية، أما دلالات التوقيت والشكل، فهي رسالة قوية تؤكد أن المقاومة لن تتردد في الرد على أي عدوان، وأنها تعمل وفق استراتيجيتها المستقلة دون أي ضغوط خارجية.

أضيف بتاريخ :2024/08/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد