#تقرير_خاص: سيول المدينة المنورة.. التقشف بمشاريع البنى التحتية والبذخ لـ"تركي آل الشيخ" وفعالياته
عبدالله القصاب
في مشهد يتكرر مع كل هطول مطري في السعودية، شهدت المدينة المنورة الليلة الماضية سيولاً غير مسبوقة بعد أمطار غزيرة، مما تسبب في خسائر مادية واسعة النطاق.
مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت سيارات تُجرف في الشوارع، ومنازل تضررت بسبب تراكم المياه، فهذه الكارثة الطبيعية، كشفت عن ضعف البنية التحتية في المدينة، وأثارت غضباً واسعاً في صفوف المواطنين، خاصة أن مثل هذه المشكلات تتكرر دون وجود حلول جذرية.
مشاكل البنية التحتية وسوء التخطيط:
السيول التي شهدتها المدينة المنورة ليست حدثاً جديداً في السعودية، المدن الكبرى مثل جدة والرياض شهدت في السنوات الماضية مشكلات مشابهة، حيث تكشف الأمطار ضعف التخطيط الحضري وسوء تنفيذ مشاريع البنية التحتية. وفي كل مرة، يبرز التساؤل: لماذا لا تزال هذه المدن غير مجهزة للتعامل مع مثل هذه الظروف الطبيعية؟
الأضرار التي لحقت بالمنازل والسيارات أظهرت أن هناك نقصاً واضحاً في الأنظمة الفعالة لتصريف مياه الأمطار، ما جعل العديد من الشوارع غير صالحة للاستخدام خلال وبعد العاصفة.
التفاوت في الإنفاق: الملايين للترفيه والفقر يطال العديد
في الوقت الذي يعاني فيه مواطنون سعوديون من ضعف البنية التحتية، يتجه الإنفاق الحكومي نحو مجالات أخرى تثير الجدل، على سبيل المثال، أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، عن تنظيم فعاليات ضخمة ضمن موسم الرياض 2024، بما في ذلك بطولة "Slam Kings 6" للتنس، هذه البطولة التي تجمع أفضل لاعبي التنس في العالم، سيحصل فيها كل لاعب على 1.5 مليون يورو، بالإضافة إلى 6 ملايين يورو للفائز.
هذا الإنفاق الباذخ يأتي في وقت يعاني فيه الكثير من السعوديين من ارتفاع الضرائب وغلاء المعيشة، بالإضافة إلى مشكلات البنية التحتية التي تتفاقم مع كل موسم مطري، حيث يشعر العديد من المواطنين بأن الأولويات غير متوازنة، حيث يتم توجيه الأموال نحو الفعاليات الرياضية والفنية، بينما تُهمل الاحتياجات الأساسية مثل تحسين البنية التحتية وتعزيز مستوى الخدمات العامة.
الترفيه أم الضروريات؟
منذ تولي تركي آل الشيخ رئاسة هيئة الترفيه، شهدت السعودية طفرة كبيرة في تنظيم الفعاليات الترفيهية والرياضية، ورغم أن هذه الفعاليات تسهم في تعزيز السياحة الداخلية وتوفر بعض فرص العمل، إلا أن العديد من السعوديين يرون أنها تأتي على حساب مشروعات حيوية كان من الممكن أن تحسن مستوى الحياة في البلاد.
يظل السؤال المُلح: إلى متى ستستمر هذه الأولويات غير المتوازنة؟ ومع كل سيول تضرب البلاد، تزداد الحاجة إلى التركيز على مشروعات البنية التحتية وضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات.
في النهاية، يتطلع المواطنون إلى رؤية تغيير حقيقي في سياسات الإنفاق الحكومي، بحيث يتم توجيه الموارد نحو تحسين الظروف المعيشية، بدلاً من التركيز على الفعاليات الترفيهية التي، لا تقدم حلولاً للمشكلات اليومية التي يواجهها الكثيرون.
أضيف بتاريخ :2024/08/31