التقارير

#تقرير_خاص: سباق الزمن: بايدن يسعى لتحقيق اتفاق تطبيع بين السعودية و"إسرائيل" قبل مغادرته البيت الأبيض

فاطمة مويس

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يكثف الرئيس جو بايدن جهوده لإبرام اتفاق تطبيع تاريخي بين السعودية و"إسرائيل"، هدف يسعى لتحقيقه قبل انتهاء ولايته، ففي ظل التوترات الإقليمية وتفاقم الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، يبقى بايدن مصمماً على تحقيق هذا الاختراق الدبلوماسي الذي يعتبره خطوة أساسية لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

بايدن والمراهنة على التطبيع:
منذ وصوله إلى البيت الأبيض، وضع بايدن نصب عينيه استكمال جهود التطبيع التي بدأت في عهد سلفه دونالد ترامب مع توقيع اتفاقيات "أبراهام"، فالاتفاق مع السعودية يمثل محطة محورية لبايدن، حيث يسعى إلى تحسين العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي، وتعزيز موقع بلاده كوسيط رئيسي في المنطقة.

بحسب تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، يؤمن بايدن بأن "التطبيع بين إسرائيل والسعودية لا يزال ممكناً"، ويعبر عن أمله في إتمامه قبل نهاية فترته الرئاسية، وهذا التفاؤل يأتي رغم استمرار النزاع في غزة وتعقيد الأوضاع السياسية، حيث تحاول الإدارة الأمريكية التوصل إلى وقف لإطلاق النار كخطوة أولى لإعادة التركيز على الملفات الإقليمية الكبرى.

التحديات والعوائق أمام الاتفاق:
رغم إصرار البيت الأبيض، إلا أن الوصول إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب يواجه العديد من التحديات، السعودية تطالب بضمانات أمنية أمريكية ملموسة، تتطلب موافقة الكونغرس، الأمر الذي يضع ضغوطاً على جدول أعمال المشرعين الأمريكيين، مع اقتراب نهاية السنة التشريعية في الكونغرس، يبدو أن الوقت المتبقي لضمان إتمام الاتفاقية الأمنية الثنائية بين واشنطن والرياض محدود للغاية.

كما أن الحرب الدائرة في غزة تضيف تعقيدات جديدة للمفاوضات، فالسعودية لا تزال مترددة في إعلان التطبيع مع "إسرائيل" في ظل العنف المستمر والانتهاكات ضد الفلسطينيين، وهو ما يزيد من التوترات السياسية الداخلية والإقليمية حول أي خطوة تجاه إسرائيل في هذا التوقيت الحرج.

رهانات بايدن على الشرق الأوسط:
بالنسبة لبايدن، النجاح في إبرام هذا الاتفاق قبل مغادرته البيت الأبيض سيكون إنجازاً تاريخياً، يمكن أن يعزز من إرثه في السياسة الخارجية، فالتطبيع مع السعودية قد يفتح الباب أمام مزيد من الدول العربية للانضمام إلى دائرة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، مما يعزز من استقرار المنطقة ويحد من نفوذ إيران، التي تعتبر المنافس الرئيسي للرياض وتل أبيب على حد سواء.

ولكن في المقابل، الفشل في تحقيق هذا الهدف قد يترك تداعيات على صورة إدارة بايدن ويزيد من التحديات أمام السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، فالسعودية التي طالما كانت لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط، لديها مطالب وضمانات تحتاج إلى إشباعها، سواء كانت أمنية أو اقتصادية، قبل أن تمضي قدماً في اتفاق كهذا.

مستقبل التطبيع:
مع تضييق الوقت وتزايد التوترات في المنطقة، يظل السؤال مفتوحاً: هل سيتمكن بايدن من تحقيق هذا الاتفاق الحاسم قبل مغادرته البيت الأبيض؟ أم أن التحديات السياسية والظروف الأمنية في المنطقة ستعرقل هذه الجهود؟ يبقى هذا الملف أحد أبرز الملفات التي ستحدد مستقبل العلاقات الإسرائيلية العربية، ودور الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في صياغة معادلة السلام في الشرق الأوسط.

الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت إدارة بايدن قادرة على تحويل هذه الطموحات إلى واقع ملموس، أم ستضطر للانتظار لفترة سياسية أخرى لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.

أضيف بتاريخ :2024/09/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد