التقارير

#تقرير_خاص : سبع سنوات من القمع: اعتقالات سبتمبر 2017 في السعودية والواقع المؤلم للحقوقيين

علي الزنادي

في سبتمبر 2017، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة استهدفت نخبة من الدعاة والمفكرين والنشطاء. الحملة جاءت بعد شهرين فقط من تنصيب محمد بن سلمان ولياً للعهد، في إطار ما وُصف بإعادة ترتيب المشهد السياسي والاجتماعي في المملكة، ومع مرور سبع سنوات على هذه الاعتقالات، لا تزال محاكمات بعض المعتقلين مستمرة، بينما يواجه آخرون خطر الإعدام، مما يعكس حجم الانتهاكات الحقوقية التي يعيشها المعتقلون داخل السجون السعودية.

قائمة المعتقلين: رموز فكرية وأكاديمية خلف القضبان:
ضمت حملة الاعتقالات شخصيات بارزة في الفكر والدعوة، مثل الدكتور سلمان العودة، الذي يتابعه أكثر من 13 مليون مغرد على منصة إكس (تويتر سابقاً)، وهو داعية مشهور بتوجهاته الإصلاحية ودعواته للمصالحة الوطنية. كذلك، اعتُقل الدكتور عوض القرني، أستاذ الشريعة الإسلامية، والذي يتابعه نحو 2 مليون شخص، هؤلاء الأشخاص، رغم مكانتهم الاجتماعية والفكرية، وجدوا أنفسهم ضحايا نظام لا يقبل بأي انتقاد أو رأي مغاير.

شملت الاعتقالات أيضاً الخبير الاقتصادي عصام الزامل، والداعية الإسلامي الدكتور علي العمري، والباحث موسى الشريف، وأستاذ القرآن وعلومه الدكتور ناصر العمر، وغيرهم، هؤلاء المعتقلون لا يواجهون فقط السجن؛ بل يتعرضون لانتهاكات جسدية ونفسية شديدة، ما جعلهم رموزاً للنضال من أجل الحرية.

قمع الحرية الفكرية والإصلاحات الوهمية:
منذ صعود محمد بن سلمان، شهدت المملكة سلسلة من التغييرات السياسية والاجتماعية تحت شعار "الإصلاح"، غير أن اعتقالات سبتمبر 2017 كشفت الوجه الآخر لهذه الإصلاحات، حيث يتم قمع أي صوت معارض أو مطالب بإصلاحات حقيقية، سواء كانت تلك الأصوات من داخل الأوساط الفكرية أو الدينية أو حتى الناشطين في حقوق الإنسان، هذا التناقض بين "الإصلاحات" المعلنة والواقع القمعي يعكس نفاق النظام السعودي في تعامله مع الحريات الفردية والجماعية.

محاكمات غير عادلة وانتهاكات جسيمة
لم تتوقف الانتهاكات عند حد الاعتقال، بل امتدت لتشمل محاكمات غير عادلة وتهديدات بالإعدام. من بين المعتقلين من واجه تهم فضفاضة تتعلق بالإرهاب، بينما كانت الجرائم الحقيقية التي ارتكبوها هي التعبير عن آرائهم أو دعوتهم للإصلاح، وفي ظل هذا القمع الممنهج، يعاني المعتقلون من سوء المعاملة والتعذيب في السجون السعودية، دون تدخل فعلي من المنظمات الدولية أو المجتمع الدولي.

دعوات للإفراج وتضامن شعبي
مع استمرار اعتقال هؤلاء الرموز الفكرية، شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملات تضامن واسعة، حزب التجمع الوطني، وعدة ناشطين على منصة إكس، طالبوا بالإفراج الفوري عن المعتقلين ونددوا بالانتهاكات التي يتعرضون لها، رغم الصمت الدولي، يبدو أن الرأي العام السعودي والعربي بات أكثر وعياً بطبيعة النظام القمعي، حيث صُبَّ جام الغضب على السلطات السعودية وولي العهد.

اعتقالات سبتمبر 2017 تمثل نقطة سوداء في تاريخ السعودية الحديث، حيث تم استخدام القوة المفرطة للقضاء على كل الأصوات الإصلاحية والمستقلة، وبعد مرور سبع سنوات، لا يزال المعتقلون يقبعون خلف القضبان، لكن ذكراهم وصمودهم يبقيان حافزاً لاستمرار النضال من أجل الحرية والعدالة.

أضيف بتاريخ :2024/09/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد