#تقرير_خاص: بضوء أخضر من ابن سلمان: سفيرة السعودية في واشنطن تلتقي مسؤولين إسرائيليين
رضوى العلوي
في تحول ملفت للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، كشفت الصحافة الإسرائيلية، وتحديداً صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عن لقاء غير مسبوق جمع السفيرة السعودية في واشنطن، ريما بنت بندر آل سعود، بكبار المسؤولين الإسرائيليين خلال مؤتمر "التحاور الشرق أوسطي الأميركي" (MEAD) في العاصمة الأميركية هذا اللقاء جاء بعد حصولها على ضوء أخضر من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ما يثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل العلاقة بين الرياض وتل أبيب وإمكانية التطبيع العلني بين الجانبين.
دبلوماسية في مرحلة تحول:
لقاء ريما بنت بندر مع مسؤولين إسرائيليين يُعتبر خطوة غير مسبوقة من قبل السعودية في اتجاه فتح باب التواصل المباشر مع "إسرائيل"، خصوصاً في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، اللافت هنا هو توقيت هذا اللقاء، الذي جاء في أعقاب أحداث العنف التي شهدها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحديداً في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر، رغم هذه الأحداث، أكدت مصادر أن السعودية لا تزال مهتمة بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، ما يدل على أن الدوافع السياسية والاقتصادية تتغلب على أي حساسيات أخلاقية أو شعبية قد تكون موجودة في الداخل السعودي.
ما وراء اللقاء: ضوء أخضر من محمد بن سلمان
وفقاً للتقرير، لقاء ريما بنت بندر بمسؤولين إسرائيليين جاء بتوجيهات مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان، ما يعني أن هذه الخطوة ليست مجرد تصرف دبلوماسي فردي، بل تعكس توجهاً رسمياً من الرياض، هذا يفتح الباب أمام احتمال كبير بأن تكون السعودية قد قررت المضي قدماً في عملية التطبيع مع إسرائيل، بعيداً عن شرط "حل الدولتين" الذي كان يُطرح بشكل دائم كموقف سعودي رسمي.
اللافت هنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، الذي شارك في المؤتمر، أكد أن السعودية لم تعد تطالب "إسرائيل" بالتزام واضح تجاه حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وإنما تسعى للتطبيع فقط، هذه التصريحات تشير إلى أن الأولويات السعودية قد تغيرت، وأن العلاقة مع "إسرائيل" قد تجاوزت القضية الفلسطينية كشرط محوري.
كذبة "حل الدولتين":
الدبلوماسية السعودية كانت في العلن تطرح "حل الدولتين" كشرط أساسي للتطبيع مع إسرائيل، لكن التطورات الأخيرة تكشف أن هذا الموقف قد لا يكون إلا غطاءً سياسياً للحفاظ على ماء الوجه أمام الرأي العام العربي والإسلامي.
الأحداث الأخيرة، واللقاءات التي تمت في واشنطن، تشير إلى أن الرياض لا تريد سوى علاقات استراتيجية مع "إسرائيل"، متجاوزة بذلك القضية الفلسطينية، السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف ستواجه السعودية تداعيات هذا التحول في الداخل العربي والإسلامي، خصوصاً مع تعاطف الشعوب مع القضية الفلسطينية؟
الرأي العام العربي والإسلامي: عائق أم دافع؟
في ظل هذا التوجه نحو التطبيع، يبقى الرأي العام العربي والإسلامي عقبة أمام السعودية، الرياض تدرك أن خطوتها نحو "إسرائيل" ستواجه انتقادات واسعة، خصوصاً في ضوء الأحداث المستمرة في غزة والضفة الغربية، ومع ذلك، يبدو أن القيادة السعودية، بقيادة محمد بن سلمان، قررت المضي قدماً في هذا المسار، متجاهلة هذه المخاوف، التحدي الأكبر الذي يواجه السعودية الآن هو كيفية تبرير هذا التحول أمام شعوبها وأمام العالم الإسلامي، الذي لا يزال يرى في القضية الفلسطينية قضية مركزية.
لقاء ريما بنت بندر مع مسؤولين إسرائيليين في مؤتمر MEAD يعكس بداية حقبة جديدة في العلاقات السعودية الإسرائيلية، فالسعودية، التي كانت تدعي في السابق موقفاً داعماً للقضية الفلسطينية، تبدو الآن مستعدة للتطبيع الكامل مع "إسرائيل"، بغض النظر عن تطورات الوضع الفلسطيني، يبقى السؤال: هل ستتمكن الرياض من المضي قدماً في هذا المسار دون أن تواجه تداعيات داخلية وخارجية؟
أضيف بتاريخ :2024/09/12