#تقرير_خاص : صاروخ من اليمن يضرب تل أبيب: تحول جديد في مسار الحرب الإقليمية
علي الزنادي
في تطور لافت على الساحة الإقليمية، سقط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن في قلب الأراضي المحتلة، بالقرب من مطار بن غوريون، وفقاً لما أكده جيش الاحتلال الإسرائيلي، الحادثة أثارت حالة من الذهول داخل الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية، خاصةً مع فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراضه، إذ أفادت التقارير العبرية بأن الصاروخ قطع مسافة نحو 2000 كيلومتر، في رحلة استغرقت حوالي 15 دقيقة قبل أن يسقط على بُعد 6 كيلومترات فقط من المطار.
فشل الدفاعات الجوية: تحقيقات وتداعيات
وفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، رصدت منظومات الكشف الصاروخ اليمني، ولكن التساؤلات لا تزال قائمة حول توقيت الرصد ومدى القدرة الفعلية على اعتراضه، ورغم تفعيل نظامي "حيتس" و"القبة الحديدية"، إلا أن الاعتراض فشل، ما أثار استياءً واسعاً داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وقال هيليل بيتون روزين، المراسل العسكري لقناة "الـ 14" العبرية، إن الدفاعات الجوية تتبعت الصاروخ لعدة دقائق، لكن الجدل يدور حول سبب محاولة الاعتراض في وسط إسرائيل، وليس عند حدودها، وهو ما قد يكون قد ساهم في فشل العملية.
تداعيات الهجوم: أضرار وتوقف حركة القطارات
الهجوم تسبب في أضرار بالغة، حيث أصاب الصاروخ محطة كهرباء جنوبي شرقي تل أبيب، فيما أصابت شظايا صاروخ اعتراضي محطة قطار في "موديعين"، ما أدى إلى توقف حركة القطارات في معظم الأراضي المحتلة، وأكدت التقارير العبرية أن الهجوم أجبر أكثر من مليوني مستوطن على الدخول إلى الملاجئ في الساعات الأولى من الصباح، وسط تحذيرات من أن "الحدث لم ينته بعد".
اليمن يعلن المسؤولية: التصعيد مستمر
أكدت القوات المسلحة اليمنية، في بيان رسمي، أنها نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الأراضي المحتلة، وجاء هذا التصعيد رداً على جريمة الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت ميناء الحديدة، والتي اعتبرها وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد الغماري، جريمة لن تمر مرور الكرام، ووعدت القوات اليمنية بمفاجآت أكبر في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن هذا الهجوم ليس إلا بداية لمزيد من العمليات النوعية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، حزام الأسد، عبر منصة "X" إن "المفاجآت لا تزال قادمة"، فيما أكد قائد الحركة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن جبهة اليمن ستظل فاعلة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، مشدداً على أن اليمن سيكون جزءاً من معادلة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
دلالات استراتيجية: تغيير في موازين القوى
الحادثة تمثل تحولاً دراماتيكياً في مسار الحرب الإقليمية، فإطلاق صاروخ باليستي من اليمن على الأراضي المحتلة يعكس قدرة اليمنيين على اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية المتقدمة، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول جاهزية جيش الاحتلال لمواجهة تهديدات قادمة من جبهات بعيدة.
رئيس أركان الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت، وصف الحادثة بأنها دليل على "تغير الواقع بشكلٍ دراماتيكي"، مشيراً إلى الفجوة الكبيرة بين الأهداف العسكرية والاستراتيجية الحقيقية التي تحتاجها إسرائيل. من جانبه، أكد وزير الدفاع اليمني أن هذه العملية تأتي في إطار تفعيل جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الهجمات اليمنية لن تتوقف إلا بعد انتهاء الحرب في غزة.
ختام: تصعيد متواصل ومفاجآت قادمة
مع استمرار التصعيد اليمني ضد الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من المواجهة، فاليمن، الذي يشارك بشكل مباشر في الحرب على "إسرائيل" منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، يسعى إلى تثبيت معادلة ردع جديدة، تجعل من الهجمات على الداخل الإسرائيلي واقعاً متكرراً، وهو ما قد يغير حسابات الأطراف الإقليمية والدولية في الصراع المستمر.
أضيف بتاريخ :2024/09/15