#تقرير_خاص : تركي الفيصل: بين رؤية السعودية للتطبيع والمذبحة الإسرائيلية المستمرة
عبدالله القصاب
في ندوة نظمها المعهد الملكي للعلاقات الدولية "تشاتهام هاوس" في لندن، أدلى رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، بتصريحات مهمة حول مستقبل العلاقات بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل"، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، رغم أنه لا يشغل منصباً رسمياً حالياً، فإن كلامه يعكس نظرة تعمق في الموقف السعودي تجاه قضية التطبيع مع "إسرائيل"، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية المتزايدة لتحقيق هذا الهدف، ويتبين أنه بالفعل مازال ممكن تحقيقه.
الطموح الأمريكي للتطبيع ومستقبل العلاقات السعودية الإسرائيلية
تسعى الولايات المتحدة إلى دفع دول عربية أخرى، وخاصة السعودية، نحو التطبيع مع "إسرائيل" كجزء من استراتيجيتها الإقليمية، لكن كما أوضح الفيصل، السعودية ليست في عجلة من أمرها للمضي قدماً في هذا المسار.
الممر الاقتصادي والطموحات الجيوسياسية
من زاوية أخرى، أشار الفيصل إلى المشروع الاقتصادي الكبير الممتد من الهند مروراً بالسعودية والإمارات وصولاً إلى "إسرائيل"، والذي يُروج له كجزء من رؤية للتعاون الاقتصادي الإقليمي، لكن الفيصل كان واضحاً في أن هذا المشروع سيحتاج لسنوات طويلة قبل أن يصبح واقعاً.
التصريحات هنا تعكس واقعية السعودية فيما يتعلق بمشروعات التكامل الاقتصادي الإقليمي، فالتحولات الاقتصادية الكبيرة تتطلب استقراراً سياسياً وأمنياً، وهو ما يبدو غائباً في ظل الوضع القائم في الشرق الأوسط، كما أن هذه الرؤية الاقتصادية تأتي في ظل استمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد هذه الطموحات.
السعودية والتمسك بحل الدولتين: موقف استراتيجي
في حين أن الإعلام الإسرائيلي رفع سقف التفاؤل حول إمكانية التطبيع مع السعودية، خاصة بعد مشاركة السفيرة السعودية في الولايات المتحدة، ريما بنت بندر آل سعود، في قمة حوار الشرق الأوسط – أمريكا، إلا أن تصريحات الفيصل تشير إلى أن الرياض، وبحسب تصريحات الفيصل، لا تزال تربط التطبيع بتحقيق حل الدولتين.
تصريحات الأمير تركي الفيصل تعيد تأكيد الموقف السعودي الثابت فيما يتعلق بقضية التطبيع مع "إسرائيل"، فالمملكة، لم تحسم الموضوع بل أنه مازال قائما ولو تأخر قليلا بدعوى اشتراط السعودية حل عادل للفلسطينيين.
أضيف بتاريخ :2024/09/16