#تقرير_خاص: كيف يمول محمد بن سلمان المستوطنات الإسرائيلية والحصار على غزة؟
فاطمة مويس
في السنوات الأخيرة، ظهرت حقائق تشير إلى تورط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في دعم بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فضلاً عن مساهمته غير المباشرة في الحصار الإسرائيلي على غزة، هذه الحقائق تتضمن صفقات مالية مع شخصيات بارزة في البيت الأبيض الأمريكي، مثل جاريد كوشنر، الذي يُعرف بعلاقاته القوية مع الحكومة الإسرائيلية.
العلاقة بين محمد بن سلمان وجاريد كوشنر:
يُعد جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من أبرز المدافعين عن محمد بن سلمان داخل البيت الأبيض، ووصفته صحيفة "ذا نيويورك تايمز" بأنه "صديق السعوديين في البيت الأبيض". بفضل هذه العلاقة الوثيقة، استطاع كوشنر أن يلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون بين السعودية وإسرائيل، خصوصاً فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بينهما.
يأتي كوشنر من عائلة لها روابط قوية مع "إسرائيل"، بما في ذلك دعمه للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، من خلال مؤسساتهم غير الربحية، ساهمت عائلة كوشنر بشكل كبير في تمويل هذه المستوطنات، التي تعدّ انتهاكاً صارخاً للحقوق الفلسطينية والقوانين الدولية.
استثمار بملياري دولار يثير التساؤلات:
في أبريل 2022، كُشفت تفاصيل صفقة مالية مثيرة للجدل، حيث قام محمد بن سلمان بالاستثمار بمبلغ 2 مليار دولار في شركة جاريد كوشنر، على الرغم من تحذيرات من صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي وصف كوشنر بـ"عديم الخبرة"، ما يزيد الشكوك حول هذه الصفقة هو رفض دول خليجية أخرى، مثل الإمارات وقطر، المشاركة في الاستثمار، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع بن سلمان وراء هذه الخطوة.
الاستثمار في شركات إسرائيلية:
في مقابلة مع "سكاي نيوز" في عام 2022، عبّر كوشنر عن سعادته بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي ضخ ملياري دولار في شركته، سمح له بالاستثمار في شركات إسرائيلية، هذه التصريحات أثارت ضجة واسعة، حيث تطرح علامات استفهام حول الدور السعودي في تمويل اقتصاد "إسرائيل"، بما في ذلك المستوطنات في الضفة الغربية.
انعكاسات الصفقة على القضية الفلسطينية:
من الواضح أن هذه الصفقة تمثل جزءاً من حملة أوسع تهدف إلى تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية، وهو ما يعتبره كوشنر "حلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي". لكن على أرض الواقع، يسهم تمويل المستوطنات الإسرائيلية في تعميق الاحتلال وتشريد المزيد من الفلسطينيين، بينما يؤدي الدعم غير المباشر إلى تقوية الحصار على غزة، ما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
تشير هذه الحقائق إلى أن محمد بن سلمان، من خلال دعمه المالي لجاريد كوشنر، يلعب دوراً في تمويل المستوطنات الإسرائيلية وتعزيز سياسات الحصار على غزة، هذه التصرفات تأتي في وقت حرج تشهد فيه القضية الفلسطينية تدهوراً مستمراً، وتعكس مدى تعقيد المصالح الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
أضيف بتاريخ :2024/09/17