التقارير

#تقرير_خاص: تفجير أجهزة البيجر في لبنان: تصعيد خطير وتخوف إسرائيلي من رد حزب الله

علي الزنادي

شهد جنوب لبنان مجزرة مروعة، إثر انفجار أجهزة اتصال "بيجر" في أيدي حامليها، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين، بينهم حوالي 200 شخص حالتهم حرجة، بحسب ما أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، هذه الحادثة المأساوية لم تكن مجرد انفجار عرضي، بل جريمة متعمدة تحمل بصمات الكيان الإسرائيلي، بحسب اتهامات حزب الله الذي حمل الاحتلال المسؤولية الكاملة.

حصيلة مؤلمة وإصابات خطيرة:
في أعقاب المجزرة، أوضح وزير الصحة أن الإصابات تراوحت بين الوجه والبطن واليدين، بالإضافة إلى إصابات خطيرة في العيون، مما استدعى إدخال العديد من الجرحى إلى غرف العمليات والعناية الفائقة، الوضع الطبي في المستشفيات اللبنانية، خصوصاً في بيروت والضاحية الجنوبية، أصبح متوتراً مع تدفق الجرحى إلى غرف العمليات، التي تعمل بشكل شبه متواصل، خاصة في معالجة إصابات العيون.

هذا العدد الكبير من الجرحى يسلط الضوء على مدى خطورة هذا النوع من الهجمات، الذي استهدف المدنيين والبنية التحتية على حد سواء. إن حجم الأضرار يعكس دقة التحضير للهجوم وتوجيهه نحو إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية.

"إسرائيل" تحت المجهر: تورط وتخوف
لم يتأخر حزب الله في تحميل "إسرائيل" المسؤولية عن هذه المجزرة، متوعداً برد قاسٍ على هذا "الاعتداء الجبان"، وفقاً لتقارير نُشرت في "نيويورك تايمز"، كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن "إسرائيل" أخفت مواد متفجرة داخل أجهزة الاتصال المستوردة من تايوان إلى لبنان، مما يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد على طرق معقدة وغير تقليدية لتنفيذ هجومه.
من جانبها، تشعر "إسرائيل" بتخوف متزايد من رد حزب الله، خاصة في ظل الأجواء المتوترة التي تحيط بالمنطقة. تاريخ المواجهات بين الطرفين يُظهر أن حزب الله لن يمرر هذا الهجوم دون رد، ما يدفع القيادة الإسرائيلية إلى اتخاذ احتياطات أمنية خشية من التصعيد المتوقع.

تبعات التفجير على الصراع المستمر:
إن تحميل حزب الله لـ"إسرائيل" المسؤولية عن تفجير أجهزة "البيجر" يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد في الصراع الدائر. هذه المجزرة تأتي في سياق مواجهة مستمرة، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى إضعاف المقاومة اللبنانية باستخدام أساليب خفية ومتنوعة، إلا أن كل عملية عدوانية تؤدي إلى تعزيز إرادة المقاومة وتصعيد الرد.

حزب الله، المعروف بردوده الحازمة على أي عدوان إسرائيلي، بات اليوم أمام تحدٍّ كبير، وسط توقعات برد عنيف يطال أهدافاً إسرائيلية حساسة، فالمقاومة اللبنانية ترى في هذا الهجوم محاولة إسرائيلية لخلط الأوراق وإضعاف قواها، لكن ما يؤكده تاريخ الصراع هو أن مثل هذه الجرائم عادة ما تأتي بنتائج عكسية، وتؤدي إلى تعزيز قوة حزب الله وتأثيره على الساحة الإقليمية.

التحذير من مواجهة مقبلة
يبدو أن الكيان الإسرائيلي يدرك تماماً حجم التداعيات المحتملة لهذا الهجوم، الهجوم الغادر على المدنيين والعناصر المقاومة لن يمر مرور الكرام، والتاريخ يُظهر أن حزب الله يمتلك القدرة والجاهزية للرد. ومع تصاعد التوترات، قد نكون على أعتاب تصعيد كبير في المنطقة، حيث ينتظر الجميع كيف سيختار حزب الله الرد على هذه المجزرة المروعة.

ختاماً، يظل التفجير الذي استهدف المدنيين في لبنان باستخدام أجهزة "البيجر" المستوردة نقطة تحول جديدة في مسار الصراع بين حزب الله و"إسرائيل"، إنها جريمة لن تُنسى بسهولة، وستظل محفورة في ذاكرة الشعب اللبناني، مع ما قد تحمله من تبعات كبيرة على المستوى العسكري والسياسي في الأيام القادمة.

أضيف بتاريخ :2024/09/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد