التقارير

#تقرير_خاص: مستثمر إسرائيلي في السعودية.. مجرد استثمار اقتصادي أم بداية لعلاقات غير معلنة؟

رضوى العلوي

في خطوة مثيرة للجدل، وسط إعلان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قبل أيام بأن المملكة لن تطبّع مع "إسرائيل" دون تحقيق تقدم في حل القضية الفلسطينية، كشف تقرير إسرائيلي عن استثمار ملياردير إسرائيلي في المملكة، الموقع الإسرائيلي "ICE" ذكر أن شركة "فلو" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي آدم نيومان ستستثمر في ثلاثة مبانٍ سكنية في الرياض بالتعاون مع مستثمرين محليين سعوديين.

آدم نيومان: خلفية وتاريخ
آدم نيومان، المولود في "إسرائيل" عام 1979، ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، يعد من الشخصيات البارزة في مجال ريادة الأعمال العالمية، أسس نيومان شركة WeWork الشهيرة التي تركز على تأجير المساحات المكتبية المشتركة، وهي الشركة التي شهدت نجاحاً واسعاً عالمياً قبل أن يضطر للاستقالة في 2019 وسط أزمات إدارية ومالية، بعد رحيله عن WeWork، أسس نيومان شركة جديدة تُدعى Flow، والتي تركز على قطاع الإسكان وبناء المجتمعات السكنية، في محاولة لتطوير نهج مبتكر لحل أزمة الإسكان.

تفاصيل الاستثمار في السعودية
وفقاً للتقرير الإسرائيلي، فإن شركة "فلو" تنوي الاستثمار في ثلاثة مبانٍ سكنية في العاصمة السعودية الرياض بالتعاون مع شركاء محليين، يعتبر هذا التحرك من نيومان خطوة اقتصادية مهمة في مجال تطوير العقارات السكنية في السعودية، والتي تسعى لتنويع اقتصادها تحت رؤية 2030 التي يقودها بن سلمان.

التناقض بين التصريحات والاستثمارات
يأتي هذا الاستثمار في وقت يشدد فيه بن سلمان على أن المملكة لن تطبع علاقاتها مع "إسرائيل" قبل التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بحسب تعبيره، تصريحاته في مقابلة تلفزيونية أكدت موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وألمحت إلى أن التطبيع لا يزال بعيد المنال في الوقت الحالي. ومع ذلك، يبدو أن الاستثمارات التجارية بين رجال الأعمال الإسرائيليين والسعوديين بدأت تشق طريقها، مما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين البلدين، وهل يمكن أن تكون هذه الاستثمارات مقدمة لتطبيع غير معلن؟

استقبال الإعلام العبري
الإعلام الإسرائيلي احتفى بالخبر باعتباره إشارة إيجابية على ما يبدو أنه تطبيع اقتصادي غير رسمي بين "إسرائيل" والسعودية، حتى وإن لم يتم الإعلان عن علاقات دبلوماسية أو سياسية بشكل مباشر، ويعتبر هذا النوع من الاستثمارات بين رجال الأعمال الإسرائيليين والسعوديين خطوة غير معتادة في سياق العلاقات بين البلدين، حيث ظلت العلاقات الإسرائيلية السعودية طي الكتمان لعقود بسبب الموقف العربي المشترك من إسرائيل.

دلالات اقتصادية وسياسية
بينما لا يمكن اعتبار هذه الاستثمارات تأكيداً على تطبيع رسمي بين الرياض وتل أبيب، إلا أنها تُظهر أن المصالح الاقتصادية قد تتجاوز الخلافات السياسية العلنية، قد تكون هذه الاستثمارات جزءاً من رؤية 2030 التي تتطلع السعودية من خلالها إلى استقطاب استثمارات أجنبية متنوعة، بما في ذلك من دول لا توجد بينها علاقات دبلوماسية رسمية، مثل إسرائيل.

من ناحية أخرى، يمكن أن ينظر البعض إلى هذه الاستثمارات على أنها مقدمة تدريجية لتطبيع أوسع في المستقبل، حيث يُمكن للتعاون الاقتصادي أن يمهد الطريق لعلاقات سياسية أكثر انفتاحاً، خصوصاً في ظل التغيرات الجيوسياسية الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط.

خلاصة
بينما أكد بن سلمان علناً أن التطبيع مع "إسرائيل" ليس وارداً في الوقت الحالي، فإن استثمار ملياردير إسرائيلي في السوق السعودية يفتح الباب أمام تساؤلات عن مستقبل العلاقات بين الجانبين، قد تكون هذه الخطوة اقتصادية بحتة في إطار رؤية المملكة الطموحة لجذب الاستثمارات، أو قد تكون إشارة إلى توجهات مستقبلية للتعاون على مستويات متعددة.

أضيف بتاريخ :2024/09/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد