التقارير

#تقرير_خاص: هجوم بنيامينا: علامة فارقة في مسار الحرب وصدمة للدفاعات الإسرائيلية

رضوى العلوي

يشكل هجوم "بنيامينا" الذي نفذه حزب الله مؤخراً نقلة نوعية في مجريات الحرب شمالي فلسطين المحتلة، حيث أصاب هذا الهجوم القاعدة العسكرية للواء النخبة "غولاني"، وهو لواء له دور أساسي في أي عملية عسكرية إسرائيلية.

 من خلال هذه العملية، أرسل حزب الله رسائل متعددة تتجاوز النجاح الميداني إلى مستوى التأثير الاستراتيجي والنفسي على إسرائيل، لا سيما مع بث كلمة مسجلة للأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، بالتزامن مع الهجوم.

وفقًا لتقارير عبرية وأمريكية، كان هذا الهجوم دليلاً على وجود فجوات مقلقة في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أشارت إلى أن نجاح الطائرة المسيّرة في تجاوز الرادارات والوصول إلى قاعدة بنيامينا دون اكتشافها هو دليل على ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

إن نجاح هذا الهجوم أظهر ليس فقط قدرة حزب الله التقنية والعسكرية المتطورة، بل أيضًا قدرة استخباراتية مميزة. فقد جاءت الضربة في توقيت حساس، حيث كان الجنود الإسرائيليون مجتمعين لتناول الطعام في القاعدة، وهو ما يشير إلى معلومات دقيقة وتخطيط مدروس.

الهجوم أثار تساؤلات حول فاعلية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، حيث أقر المسؤول العسكري الإسرائيلي "دانيال هاجاري" بوجود "تحقيقات ودراسات جارية" لمعرفة كيف تمكنت طائرة مسيرة من اختراق الدفاعات وضرب القاعدة، وهذا يضع الجيش الإسرائيلي في موقف حرج، إذ كان يُعتقد سابقًا أن إسرائيل تمتلك واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورًا في العالم.

من جانبه، أشار الخبير العسكري إسماعيل أبو أيوب في مقاله المنشور على قناة "الحرة"، إلى أن الهجوم لم يكن مجرد اختراق دفاعات، بل كشف عن ضعف بشري في التعامل مع تهديدات الطائرات المسيرة. فالتكنولوجيا العسكرية وحدها ليست كافية دون إدارة بشرية قادرة على التعامل مع التهديدات المفاجئة.

الأمر الأكثر لفتًا في هذه العملية هو أن حزب الله لم يكتفِ باستخدام المسيّرات الهجومية فحسب، بل رافق الهجوم أيضًا بإطلاق صليات صاروخية باتجاه مناطق مثل نهاريا وعكا لتشتيت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما يدل على تنظيم وتنسيق عالي المستوى بين القوى الصاروخية والجوية للمقاومة.

الهجوم يسلط الضوء على حقيقة أن حزب الله يواصل تطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية رغم الضغوط المتزايدة والتهديدات المستمرة. وقد أشارت تقارير مركز "ألما" العبري إلى أن حزب الله يمتلك أكثر من ألفي طائرة مسيرة، بعضها متطور ويمتلك قدرات تقنية متقدمة مثل "مهاجر-4" و"شاهد".

ما يزيد من أهمية هذا الهجوم هو تزامنه مع العملية البرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ بداية أكتوبر الجاري، والتي لم تحقق حتى الآن أي تقدم ملموس على الأرض. يبدو أن هذه العملية التي كان يراهن عليها الاحتلال لاستعادة الهيبة العسكرية قد زادت من صعوبة الموقف، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش في "بنيامينا"، مما يجعلها واحدة من أكبر الضربات التي تلقاها الاحتلال منذ بداية هذه الحرب.

ختامًا، قد يشكل هجوم "بنيامينا" نقطة تحول في الصراع، إذ أظهر مرة أخرى هشاشة المنظومة العسكرية الإسرائيلية أمام تكتيكات المقاومة المتطورة، مما يعزز من قدرة حزب الله على إدارة حرب متعددة الجبهات، قد تكون لها تداعيات كبيرة في المستقبل القريب على معادلات الردع في المنطقة.

أضيف بتاريخ :2024/10/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد