التقارير

#تقرير_خاص: انشقاق عسكري سعودي: احتجاج علني على القمع وغياب حرية التعبير

عبدالله القصاب

في خطوة غير مسبوقة لعسكري سعودي، أعلن حامد الغامدي، الذي خدم في حرس الحدود السعودي لمدة 17 عاماً، انشقاقه عن النظام السعودي وهربه إلى كندا. 

في مقطع فيديو مصور، كشف الغامدي عن القمع الذي يعانيه العسكريون في السعودية، حيث تُقيد حرية التعبير بشكل صارم.

هذا الإعلان يعكس تنامي السخط داخل المؤسسات الأمنية، وهي التي يُفترض أنها تمثل ركائز النظام، وأوضح الغامدي أن التضييق على العسكريين وأفراد الأجهزة الأمنية لم يعد يحتمل، ما دفعه إلى المجاهرة بموقفه.

اختياره كندا كملاذ يعكس رغبته في البحث عن حماية من نظام دولي يحترم حقوق الإنسان ويتيح حرية التعبير، هذه الخطوة تشير إلى أن الاحتجاجات ضد السياسات الداخلية السعودية لم تعد محصورة بين النشطاء المدنيين، بل تمتد الآن إلى الجنود وأفراد الأجهزة الأمنية.

وبدأت بعد ذلك حملات تكذب ما جاء به الغامدي، في اجراء يؤكد أن قمع السلطة للمعارضين المعتدلين لا يقتصر على استهدافهم والتنكيل بهم فحسب، بل تسلط عليهم ما بات يعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهو فريق من الفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي أسرفوا في استخدام كل أدبيات التخوين وإسباغ سمة العمالة على كل من يجرؤ على انتقاد السلطة أو المطالبة بأي إصلاحات سياسية أو مجرد التعبير عن اختلافه مع سياسات بن سلمان في اليمن والأزمة مع قطر وكندا واعتقال الحقوقيين والحقوقيات.

حالات الانشقاق هذه تعدّ إنذاراً للنظام، الذي يواجه تحديات متزايدة فيما يتعلق بولاء العسكريين وضغوطاً دولية متزايدة بشأن ملف حقوق الإنسان، يبقى التساؤل: هل ستكون هذه الحادثة مجرد حالة فردية أم أنها تمثل بداية لصوت جديد من داخل المؤسسات الأمنية السعودية؟

بعيداً عن المزايدات وردود الفعل، فإن على المعارضين السعوديين العمل على توحيد جهودهم والاتفاق على مشروع يعكس تطلعات الشعب السعودي ويرقى لطموحاته في وطن يشترك أبناؤه في صناعة القرار عبر أجهزة تنفيذية وتشريعية وقضائية مستقلة تقدم مصلحة الوطن وتساوي بين المواطنين وتكفل الحقوق وتحترم الحريات.

أضيف بتاريخ :2024/10/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد