#تقرير_خاص: الهجوم الإسرائيلي على إيران: مجرد عرض محدود لحفظ ماء الوجه
عبدالله القصاب
في خضم الصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط، جاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت العسكرية الإيرانية كخطوة تسويقية أكثر منها استراتيجي، ورغم الضجة الإعلامية والتصريحات الحادة التي رافقت الهجوم، إلا أنه يبرز كعملية محدودة لا تعكس القوة الحقيقية للجيش الإسرائيلي ولا تضع إيران تحت ضغط عسكري فعلي.
عرض عسكري بلا محتوى:
إن الهجوم الذي استهدف منشآت في طهران وخوزستان وإيلام جاء بعد تحذيرات إسرائيلية سابقة وتهديدات متكررة، مما جعل منه متوقعاً، لكنه أيضاً محدوداً في نطاقه، فالزعم بأن الطائرات الإسرائيلية شاركت بكثافة في الهجمات يبدو مبالغاً فيه، خاصة مع تأكيد الدفاعات الجوية الإيرانية على قدرتها في التصدي لمعظم الطائرات. فبدلاً من تحقيق أهداف استراتيجية أو تدمير فعلي للقدرات الإيرانية، اكتفى الهجوم بإحداث أضرار محدودة في بعض القواعد العسكرية.
الضغط الداخلي ودوافع رد الفعل:
يبدو أن الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، خاصة في ظل تزايد الاحتجاجات ضد سياساته، قد لعبت دوراً في اتخاذ قرار بشن هذه الضربات، فالإقدام على مثل هذه العمليات العسكرية يأتي في سياق سعي الحكومة الإسرائيلية لإظهار قدرتها على الرد بشكل فعال على التهديدات، حتى لو كانت هذه الردود محدودة الأثر. إن الحرب النفسية هنا هي الأهم، حيث تسعى إسرائيل إلى حفظ ماء وجهها أمام المستوطنين والمجتمع الدولي.
الرسائل إلى الولايات المتحدة:
من المثير للاهتمام أن الولايات المتحدة كانت على علم بالهجوم مسبقاً، وهو ما يعكس تعاوناً ضمنياً بين الطرفين، ومع ذلك، فإن واشنطن لم تشارك في العملية، مما يثير تساؤلات حول موقفها من التصعيد العسكري، الرسالة الموجهة إلى طهران من قبل المسؤولين الأمريكيين بشأن العواقب الوخيمة لأي رد فعل قد تكون ذات دلالات متعددة، تشير إلى أن المنطقة قد تكون على حافة تفجر جديد.
استنتاجات حول المستقبل:
في النهاية، يمكن القول إن هذا الهجوم يمثل محاولة يائسة من "إسرائيل" لإظهار قوتها العسكرية بينما هي في الحقيقة تفتقر إلى القدرة على تحقيق تأثير حقيقي على إيران، قد تبدو الضربات الجوية قاسية في وقتها، ولكن ما لبثت أن كشفت محدوديتها وفشلها في تحقيق الأهداف المعلنة، وإذا كانت طهران قد تلقت الضربات، إلا أنها أثبتت أيضاً قدرتها على الصمود واستمرار العمل، مما يشير إلى أن الصراع مستمر وأن الأوضاع ستظل متوترة في المستقبل القريب.
في هذا السياق، يجب أن نتساءل: هل سيتعلم قادة "إسرائيل" من هذه التجربة أم سيستمرون في السير على نفس النهج الذي يحقق لهم المزيد من العزلة على الساحة الدولية؟
أضيف بتاريخ :2024/10/26