التقارير

#تقرير_خاص: عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض: هل تكون مكسباً استراتيجياً لمحمد بن سلمان؟

 عبدالله القصاب

مع اشتداد حرارة السباق نحو البيت الأبيض، يزداد الاهتمام العالمي بالانتخابات الأميركية المقبلة، والتي قد تقود إلى عودة الرئيس السابق دونالد ترامب. 

تُشكل هذه العودة المحتملة نقطة تحول كبيرة، خصوصاً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي لطالما استفاد من علاقته الشخصية مع ترامب خلال فترة رئاسته الأولى.

منذ فوز ترامب في 2016، تطورت علاقة وطيدة بينه وبين ابن سلمان، واتخذت منافع متبادلة، فترامب، الذي زار السعودية في أول جولة خارجية له كرئيس، حصل على دعم مالي ضخم من المملكة عبر صفقات تجارية وعسكرية بلغت قيمتها مئات المليارات من الدولارات. 

في المقابل، قدم ترامب دعماً سياسياً قوياً لابن سلمان، خاصةً بعد قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، التي أثارت انتقادات دولية واسعة تجاه السعودية، وقد أشار ترامب بوضوح إلى أن المصالح الاستراتيجية والمالية التي تربطه بالسعودية قد دفعت إدارته لتجاوز هذه الانتقادات.

يتوقع محللون أن تعود هذه العلاقة بالنفع على ابن سلمان في حال فوز ترامب، خصوصاً وأن السعودية أعلنت مؤخراً عن عدد من المشاريع الاستثمارية التي تحمل اسم ترامب، مما يعكس استمرار العلاقات التجارية بين الطرفين.

ويرى مراقبون أن ترامب، حال عودته إلى البيت الأبيض، قد يدفع باتجاه تسريع خطوات التطبيع مع إسرائيل، وهو مسار بدأه ترامب وتابعه بايدن ببطء، وربما ينهيه بشكل أكثر ديناميكية، حيث أبدى ترامب استعداده للعمل جنباً إلى جنب مع ابن سلمان في قضايا كبرى بالمنطقة.

تصريحات ترامب الأخيرة لقناة "العربية" عن احترامه للملك سلمان وولي العهد، وتقديره لما يقوم به ابن سلمان من "أمور عظيمة" كما وصفها، تعكس رغبة واضحة في الحفاظ على العلاقات القوية مع السعودية، وربما حتى توظيفها لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بما يخدم مصلحة الطرفين.

ختاماً، عودة ترامب المحتملة قد تعني توطيد التحالف الأميركي-السعودي على أسسٍ أكثر نفعيّة ووضوحاً، وقد تشهد المنطقة تطورات اقتصادية وسياسية كبيرة، وبالنظر إلى عواصف التغيير التي تضرب الشرق الأوسط، سيكون لتجدد هذا التحالف أثرٌ ملموس على توازن القوى الإقليمي، وستكون المملكة طرفاً فاعلاً أكثر من أي وقت مضى.

أضيف بتاريخ :2024/10/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد