التقارير

#تقرير_خاص: انتخابات 2024 الأمريكية: بين المنافسة المحتدمة وسيناريوهات الحسم الغامضة

عبدالله القصاب

تشهد الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء سباقاً رئاسياً تاريخياً بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، في معركة سياسية تتسم بالكثير من التقارب والتعقيد. في ظل هذه المنافسة الشرسة، يتوجه ملايين الأمريكيين إلى مراكز الاقتراع، مع أنظار العالم التي تترقب ما ستحمله الساعات المقبلة من أحداث قد تكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الرئاسة الأمريكية.

يتجاوز سباق 2024 كونه مجرد منافسة انتخابية، فهو يتخلل تنافساً بين رؤيتين متباينتين حول مستقبل الولايات المتحدة: رؤية تقدّمها كامالا هاريس التي تجسد سياسة ديمقراطية تركّز على قضايا المساواة والبيئة والسياسات الاجتماعية، في مقابل رؤية ترامب المحافظ، الذي يعبر عن تيار يتمسك بقضايا السيادة الوطنية والاقتصاد التقليدي وسياسة الانعزال. هذه المواجهة تعكس الانقسامات الحادة داخل المجتمع الأمريكي، وتعيد فتح ملفات كثيرة حول دور الدولة ومستقبل البلاد.

يشير استطلاع أخير للرأي أجرته NPR/PBS News/Marist، إلى تقدم طفيف لهاريس بنسبة 49% مقابل 47% لترامب، وهي نسبة ضئيلة تجعل كل الاحتمالات مفتوحة، مما يعني أن النتائج النهائية قد تستغرق أياماً أو أسابيع حتى تُحسم نظراً لطول وتعقيد العملية الانتخابية في الولايات المتحدة. قد تُفرز المنافسة التي تدور اليوم، نتائج مثيرة خاصة مع دخول عدة ولايات - حيث التسجيل في يوم الانتخاب مسموح - على خط الحسم، مما يعزز فرصة مشاركة ناخبين إضافيين.

عملية الانتخاب الرئاسي الأمريكي لا تنتهي فقط بفرز الأصوات، بل تمر بمراحل أخرى مثل اجتماع المجمع الانتخابي في 17 كانون الأول للتصويت على الفائز، وإعلان الكونغرس عن النتيجة النهائية في 6 كانون الثاني. وفي حال حدوث سيناريو التعادل، وهو احتمال نادر لكنه ممكن مع هذا التقارب، يتم نقل الانتخابات إلى مجلس النواب الذي يختار الرئيس، ويعطي لكل ولاية صوتاً واحداً بغض النظر عن حجمها.

في هذه الانتخابات، يعيد الناخبون تعريف الولايات المتحدة - ليس فقط كدولة ذات تقاليد ديمقراطية عريقة - بل كقوة تتعامل مع انقسامات داخلية لم يسبق لها مثيل. تعد نتائج هذه الانتخابات - سواء فازت هاريس أو عاد ترامب إلى الرئاسة - لحظة فاصلة ستنعكس على الملفات الداخلية والخارجية، وستؤثر بلا شك على السياسة العالمية في السنوات المقبلة.

ختاماً، ستبقى هذه الانتخابات محط اهتمام، ليس فقط لمن سيصل إلى البيت الأبيض، بل لما سيحدث بعد إعلان النتائج، وكيف ستتعامل الولايات المتحدة مع تداعيات هذه المنافسة الحادة والمرحلة القادمة.

أضيف بتاريخ :2024/11/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد