#تقرير_خاص: بيان قمة الرياض: إدانات بلا حلول عملية.. ماذا بعد؟
عبدالله القصاب
في ختام قمة الرياض العربية-الإسلامية، صدر بيان يدعو إلى وقف السياسات العدوانية لإسرائيل، وتجميد عضويتها في أنشطة الأمم المتحدة، وحظر تصدير الأسلحة إليها، كما أدان قرار الكنيست الذي يضع قيودًا إضافية على عمل الأونروا. ورغم التطلع لاتخاذ خطوات عملية، جاء البيان محملاً بالخطابات التنديدية دون أفعال ملموسة، ما أثار تساؤلات حول جدية الموقف العربي والإسلامي إزاء ما يجري في فلسطين ولبنان.
يبدو أن البيان لم يتجاوز دائرة الإدانات، في حين أن التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية تتطلب تحركًا يتعدى مجرد التعبير عن التضامن. القمة دعت إلى الالتزام الدولي بالقرارات المتعلقة بوضع القدس، ولكنها لم تطرح آليات تضمن التزام إسرائيل بها أو تضغط نحو تطبيقها فعليًا. وهكذا، ورغم التحذير من توسع رقعة العدوان، يبقى السؤال الأهم: كيف ستحقق هذه الإدانات أمانًا فعليًا للفلسطينيين؟
موقف السعودية في القمة كان لافتًا، حيث شدد وزير خارجيتها على أن الحل الوحيد هو "حل الدولتين"، معتبرًا أن لا جدوى من الحلول العسكرية. إلا أن هذا الطرح شهد تحفظًا عراقيًا على "حل الدولتين"، تعبيرًا عن انعدام الثقة بأن إسرائيل ستحترم حتى الحد الأدنى من أي حل تفاوضي. في الوقت نفسه، أشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أهمية احترام سيادة إيران، داعيًا إسرائيل للالتزام بذلك، ما يطرح تساؤلات حول توافق السياسة السعودية إقليميًا وسط مساعيها للتطبيع.
ورغم أن توجه السعودية نحو التطبيع مع إسرائيل بات شبه معلن، فإنها لا تزال تتمسك بتصريحات متوازنة تدعم سيادة فلسطين وتدين الانتهاكات الإسرائيلية. هذا التوجه المتناقض يثير أسئلة حول فعالية هذا المسار في تعزيز الدعم الحقيقي للقضية الفلسطينية. فهل يمكن للمملكة أن تمسك العصا من المنتصف دون أن تضر بدورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي؟
في خضم هذا المشهد، يبدو أن خطاب الإدانات وحده قد بات غير كافٍ، إذ تتطلب القضية الفلسطينية مواقف أكثر قوة ووضوحًا، لا سيما في وقت تتغير فيه خريطة التحالفات الإقليمية. بيد أن بقاء المواقف دون أدوات حقيقية لن يجلب الأمان أو يحفظ الحقوق، بل قد يفاقم الشعور بخذلان الشعوب التي طالما عولت على وحدة الصف العربي والإسلامي لتحقيق العدالة والسلام الدائمين.
في النهاية، إن لم تتمكن القمة من تقديم خطوات عملية تترجم تضامنها إلى أفعال ملموسة، فإن هذا البيان سيبقى مجرد كلمات على ورق، تذروها الرياح في مواجهة العدوان المستمر.
أضيف بتاريخ :2024/11/12