#تقرير_خاص: السعودية وإدارة ترامب الثانية: فرصة لإعادة ضبط العلاقة الاستراتيجية؟
عبدالله القصاب
يستشرف مقال في مجلة ناشيونال إنترست المستقبل المحتمل للعلاقات السعودية-الأمريكية في ظل إدارة دونالد ترامب الثانية، مشيرًا إلى حماس سعودي واضح لإعادة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن. يعكس المقال تطلعات سعودية تجاه سياسات ترامب المحافظة ونهجه الشخصي في التعامل مع القضايا الإقليمية، مقارنة بالإحباط من سياسات إدارة بايدن.
إعادة ضبط العلاقات: هل الفرصة سانحة؟
وفقًا للمقال، قد تمثل الإدارة الثانية المحتملة لترامب فرصة لإعادة صياغة العلاقة بين البلدين على أسس أكثر استقرارًا. تاريخيًا، شكلت السعودية ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية في المنطقة، بدءًا من زيارة ترامب الأولى إلى المملكة في عام 2017 التي أعلنت عن تحالف قوي، إلى التعاون الوثيق في الملفات الاقتصادية والدبلوماسية.
السعوديون يتطلعون إلى سياسات الحزب الجمهوري التي يعتبرونها أكثر دعمًا للمصالح السعودية. يذكر المقال أن الرياض ترى في "أجندة ترامب" تطابقًا مع سياساتها الحالية، خصوصًا من حيث التركيز على القومية السعودية، تعزيز الصناعات المحلية، وإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية.
التطبيع مع إسرائيل: ورقة رابحة؟
من القضايا المحورية التي قد تكون على جدول أعمال ترامب مجددًا هي دعم جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل. تشير التوقعات إلى أن هذا الملف يمكن أن يعزز مكانة السعودية كشريك إقليمي أساسي في صنع السلام، وهو ما يخدم أهداف الإدارة الأمريكية في استقرار الشرق الأوسط.
إشكالية إدارة بايدن: في نظر السعوديين
يشير المقال إلى شعور سعودي بخيبة أمل تجاه سياسات بايدن، لا سيما تصريحاته السابقة بجعل السعودية "منبوذة". رغم محاولات إعادة ضبط العلاقة خلال زيارة بايدن إلى الرياض، لم ينجح في بناء نفس مستوى الثقة الذي تمتع به ترامب.
الدروس المستفادة والآفاق المستقبلية
ينظر الكاتب إلى الإدارة الأمريكية القادمة كفرصة ذهبية لاستثمار المشاعر الإيجابية بين السعوديين تجاه ترامب والحزب الجمهوري. مع ذلك، يحذر من أن أي تعاون يجب أن يكون متوازنًا ويأخذ في الاعتبار التحديات العالمية والإقليمية، بما في ذلك الاستقرار الداخلي للمملكة، وقضايا حقوق الإنسان، والحد من التوترات مع دول الجوار.
إن حماس السعودية لإدارة ترامب الثانية يعكس رغبة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بعيدًا عن التقلبات السياسية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه العلاقة يعتمد على القدرة على تحقيق توازن بين المصالح المشتركة واحترام القيم التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأمريكية. هل سيكون ترامب قادرًا على استغلال هذا الزخم لبناء علاقة أكثر متانة؟ أم ستظل المصالح الآنية هي الحاكم الأول؟
أضيف بتاريخ :2024/11/19