التقارير

#تقرير_خاص: الرقص في السعودية: بين الفنون والجدل الاجتماعي

علي الزنادي

في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية تحولاً ملحوظاً في المشهد الثقافي والاجتماعي، حيث انتشرت نوادي تعليم الرقص بشكل غير مسبوق. هذا التحول يعكس التغيرات الجذرية التي تشهدها البلاد تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى تحديث المجتمع السعودي وفتح آفاق جديدة للفنون والترفيه.

تعتبر ظاهرة انتشار نوادي تعليم الرقص، بما في ذلك الرقص الشرقي والهيب هوب والباليه، تعبيراً عن رغبة العديد من السعوديات في استكشاف مواهبهن الفنية. ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة تثير جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض. فبينما يرى البعض أن هذه الأنشطة تعزز من حرية التعبير وتفتح المجال أمام الفتيات لممارسة هواياتهن، يعتبر آخرون أن هذه الممارسات تتعارض مع القيم والتقاليد المحلية.

من جهة أخرى، تبرز بعض الأسماء البارزة مثل الراقصة المصرية "دينا" التي تشرف على ورش تدريب الرقص الشرقي في الرياض. هذا النوع من التعاون بين الفنانين الأجانب والسعوديين قد يساهم في تعزيز الفنون ولكن قد يُنظر إليه أيضاً كتهديد للهوية الثقافية المحلية.

تسعى المدربة "سارة يونس" إلى تقديم تجربة رقص تتماشى مع القيم الاجتماعية للمجتمع السعودي، مشيرةً إلى أن ورشها تُقام في إطار محافظ. لكن السؤال يبقى: هل يمكن تحقيق التوازن بين الفنون والتقاليد؟ 

علاوة على ذلك، فإن وجود ورش تعليم الرقص للأطفال يثير قلق الكثيرين حول تأثير هذه الأنشطة على النشء. فبينما يُعتبر الرقص وسيلة للتعبير عن الذات وتحسين اللياقة البدنية، يجب أن يتم توجيه الأطفال نحو ممارسة الفنون بطريقة تحترم قيم المجتمع.

ومع تزايد عدد مراكز تعليم الرقص في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، يبدو أن هناك رغبة حقيقية لدى الشباب والفتيات لاستكشاف مجالات جديدة بعيداً عن القيود التقليدية. لكن يجب أن يتم ذلك بحذر وبطريقة تحافظ على الهوية الثقافية للمملكة.

في النهاية، يمثل انتشار نوادي تعليم الرقص خطوة نحو الانفتاح والتغيير الاجتماعي في السعودية. ومع ذلك، يتطلب الأمر حواراً مجتمعياً مفتوحاً حول كيفية دمج الفنون مع القيم المحلية بطريقة تعزز من التنوع الثقافي دون المساس بالأسس الاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع السعودي.

أضيف بتاريخ :2025/01/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد