التقارير

#تقرير_خاص: بين الفرح والألم: هل فقدت السعودية إنسانيتها؟

عبدالله القصاب

في وقتٍ تتصاعد فيه الأزمات الإنسانية في غزة، حيث يحتاج القطاع إلى نحو 120 مليار دولار لإعادة الإعمار، يبدو أن العالم يتجاهل معاناة الفلسطينيين. فمع تجاوز عدد الشهداء 47 ألفًا وجرحى بالمئات الآلاف، تبرز تساؤلات حول أولويات الدول الكبرى، وخاصة السعودية التي اختارت تنظيم حدث فني ترفيهي تحت مظلة "موسم الرياض".

إن قرار الرياض بالاحتفاء بالفن والدراما في ظل هذه الظروف القاسية يثير استغراب الكثيرين. كيف يمكن لدولة أن تحتفل وتستضيف مهرجانًا للترفيه بينما تُزهق الأرواح في غزة؟ إن هذا التناقض يعكس حالة من الانفصال عن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون، ويظهر عدم الاكتراث بمعاناتهم.

الأحداث الأخيرة تشير إلى أن هناك تحولات سياسية قد تؤثر على موقف السعودية من القضية الفلسطينية. التصريحات الأميركية حول اقتراب التطبيع بين الرياض والكيان الإسرائيلي تعكس توجهات جديدة قد تكون على حساب حقوق الفلسطينيين. إن تجاهل المعاناة الفلسطينية في مثل هذه اللحظات الحساسة يعكس انحيازًا واضحًا لمصالح سياسية على حساب القيم الإنسانية.

من المهم أن نتذكر أن الفن والثقافة يجب أن يكونا وسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية وتعزيز التضامن بين الشعوب. لكن عندما يتحول الفن إلى أداة للاحتفال في ظل الأزمات، فإن ذلك يفقده قيمته الحقيقية ويجعل منه مجرد ترفيه فارغ.

إن التضامن مع غزة وأهلها ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة إنسانية. يجب على الدول العربية أن تتحد وتقدم الدعم للفلسطينيين بدلاً من الانشغال بالأحداث الترفيهية التي لا تعكس واقعهم المرير. إن الوقت الحالي يتطلب منا جميعًا وقفة جادة لنصرة الحق الفلسطيني.

في النهاية، يبقى السؤال: هل فقدت الإنسانية بوصلتها؟ هل أصبحنا نعيش في عالم يتجاهل الألم والمعاناة من أجل الفرح الزائف؟ إن ما يحدث في غزة يستدعي منا جميعًا إعادة التفكير في أولوياتنا والتأكيد على أهمية التضامن الإنساني كقيمة أساسية لا يمكن التفريط بها.

أضيف بتاريخ :2025/01/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد