#تقرير_خاص: تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية بعد عودة ترامب لسدة الحكم.. أين وصل؟
علي الزنادي
تتزايد الضغوط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يبدو أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي أصبح أولوية ملحة. إن التحولات السياسية في الولايات المتحدة، خاصة مع إصرار ترامب على تحقيق ما يسميه "صفقة القرن"، تضع الرياض أمام خيارات صعبة تتعلق بمستقبل علاقاتها الإقليمية والدولية.
في ظل الأوضاع المتوترة في غزة، حيث تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية، تجد السعودية نفسها في موقف حرج. فبينما تسعى لتأمين مصالحها الوطنية وتعزيز استقرارها الداخلي، تواجه ضغوطًا متزايدة من واشنطن للتقدم نحو التطبيع. تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تشير بوضوح إلى أن التطبيع مع إسرائيل قد يكون مفتاحًا لتحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما يضع الرياض أمام تحديات جديدة.
السعودية كانت قد أوقفت محادثات التطبيع بعد تصاعد الأحداث في غزة، مما يعكس القلق من ردود الفعل الشعبية المحتملة. إن أي خطوة نحو الاعتراف بإسرائيل قبل تحقيق تقدم ملموس في القضية الفلسطينية قد تؤدي إلى نقمة شعبية واسعة النطاق. لذا، فإن قرار محمد بن سلمان سيكون محوريًا في تحديد مسار العلاقات المستقبلية.
من جهة أخرى، يبدو أن إسرائيل متمسكة بموقفها الرافض لحل الدولتين، وهو ما يمثل عقبة رئيسية أمام أي اتفاق محتمل. إذ تشترط السعودية تحقيق تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي للتطبيع. ومع ذلك، فإن التوجهات الإسرائيلية الحالية تشير إلى عدم استعدادها لتقديم تنازلات حقيقية.
إذا قررت السعودية السير على خطى الإمارات وتوقيع اتفاق تطبيع، فمن المرجح أن تطلب ضمانات قوية من الإدارة الأميركية بشأن قضايا مثل الاستيطان الإسرائيلي والأمن الدفاعي. لكن التاريخ يعلمنا أن الضمانات الأميركية قد لا تكون كافية لضمان حقوق الفلسطينيين أو منع التوسع الاستيطاني.
إن الموقف السعودي يتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح الوطنية والضغوط الدولية. فالتطبيع مع إسرائيل قد يوفر للرياض فرصًا اقتصادية وأمنية جديدة، لكنه يأتي أيضًا بتكاليف سياسية واجتماعية كبيرة. لذا يجب على القيادة السعودية التفكير مليًا قبل اتخاذ أي خطوات قد تؤثر على استقرار البلاد.
في النهاية، يبقى السؤال: هل ستختار السعودية السير نحو التطبيع رغم المخاطر المحتملة؟ أم ستتمسك بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية وتنتظر تحقيق تقدم حقيقي قبل اتخاذ أي خطوات؟ إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل العلاقات السعودية الإسرائيلية ومدى تأثيرها على المنطقة بأسرها.
أضيف بتاريخ :2025/01/20