#تقرير_خاص: تصعيد الصراع الإسرائيلي الإيراني: هل نحن أمام مرحلة جديدة من المواجهة الشاملة؟

عبدالله القصاب
يشهد المشهد الإقليمي تصعيدًا خطيرًا بين إسرائيل وإيران، حيث تتصاعد الهجمات المتبادلة لليوم الثاني على التوالي، مما يثير مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار الشديد. فبينما تواصل إسرائيل قصف العمق الإيراني، ترد طهران بموجات من الصواريخ على مدن إسرائيلية، في مشهد يعكس تصاعد التوترات بشكل غير مسبوق.
تظل إسرائيل تتكتم على حجم الخسائر التي تكبدتها جراء الضربات الإيرانية، في محاولة للحفاظ على صورة القوة والسيطرة على الرواية. لكن الأنباء الواردة تشير إلى دمار غير مسبوق في منطقة تل أبيب الكبرى، حيث تعرضت عشرات المباني والمركبات لأضرار مباشرة بفعل الصواريخ أو شظاياها. هذا التصعيد يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة قد تؤدي إلى تصعيد أمني غير متوقع.
من جانبها، أظهرت التقارير أن مبنى مكونًا من 32 طابقًا في تل أبيب تعرض لأضرار بالغة، مع إجلاء مئات الإسرائيليين الذين تضررت منازلهم بشكل مباشر. كما دمرت تسع مبانٍ بشكل كامل في رمات غان وسط إسرائيل، وهو مؤشر واضح على مدى قوة الهجمات الإيرانية وتأثيرها المباشر على حياة السكان والبنية التحتية.
هذه التطورات تطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل المنطقة واحتمالات التصعيد العسكري الشامل. هل ستستمر إسرائيل في سياسة الرد المحدود أم ستتجه نحو عمليات عسكرية أوسع؟ وهل ستنجح الدبلوماسية في احتواء الأزمة قبل أن تتفاقم أكثر؟
من المهم أن ندرك أن هذا التصعيد لا يأتي من فراغ؛ بل هو نتيجة تراكمات طويلة الأمد من التوترات السياسية والأمنية بين الطرفين، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية التي تزيد من تعقيد المشهد. لذلك، فإن الحلول العسكرية وحدها لن تكون كافية لوقف النزيف المستمر.
وفي ظل غموض حجم الخسائر الإسرائيلية وطلب الاحتلال بعدم نشر تفاصيل عن مواقع سقوط الصواريخ الإيرانية، يبقى المشهد مفتوحًا أمام احتمالات متعددة. فهل ستدفع هذه التطورات المنطقة نحو حرب شاملة أم ستتمكن الأطراف المعنية من العودة إلى طاولة المفاوضات؟
ختامًا، يجب أن نعي أن التصعيد الحالي يحمل مخاطر كبيرة ليس فقط على إسرائيل وإيران وإنما على أمن واستقرار المنطقة بأسرها. لذا، فإن المجتمع الدولي مطالب الآن بالتحرك بسرعة لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها إلى ما لا يُحمد عقباه. فالسلم والأمن الإقليميان يتوقفان على قدرة الأطراف المعنية على ضبط النفس والبحث عن حلول سياسية مستدامة.
أضيف بتاريخ :2025/06/16