عبدالله القصاب

في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة، يظهر أن هناك تحالفًا غير معلن بين السعودية وإسرائيل يهدد بتغيير موازين القوى في المنطقة. فبينما تظل العلاقات الرسمية بين البلدين متوترة، تتكشف حقائق جديدة تشير إلى وجود تعاون أمني غير رسمي يعكس مصالح مشتركة تتجاوز الخطابات الدبلوماسية.

المحللون والخبراء يتفقون على أن السعودية تتبع مسارًا مختلفًا عن المواقف الرسمية التي تروج لها، فهي تشارك بشكل غير مباشر في العمليات ضد إيران. هذا التعاون السري يعكس رغبة واضحة لدى الرياض في حماية أمنها القومي من التهديدات الإيرانية، خاصة مع تصاعد التوترات والصراعات الإقليمية.

من بين الأدلة التي تؤكد هذا التعاون هو تقديم السعودية لبيانات الرادار للطائرات الإسرائيلية، مما يسمح لها بالوصول إلى مجالها الجوي. هذه الخطوة تعتبر بمثابة إشارة قوية على أن هناك تنسيقًا أمنيًا غير معلن، خاصة في المناطق الشمالية من المملكة حيث تمر الصواريخ الإيرانية بشكل رئيسي.

السعودية، رغم تحفظها على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، تظهر تساهلاً كبيرًا مع الطيران الإسرائيلي من خلال السماح له باستخدام مجالها الجوي. هذا الأمر يعكس مدى أهمية التعاون الأمني الذي يتجاوز التصريحات الرسمية ويصب في مصلحة الطرفين لمواجهة التهديدات المشتركة.

هذا التحول في الموقف السعودي يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل المنطقة. هل ستتجه الدول العربية الأخرى نحو تبني مواقف أكثر مرونة تجاه إسرائيل؟ وهل ستتغير السياسات الإقليمية بشكل جذري نتيجة لهذا التعاون غير المعلن؟

بالنظر إلى مصالحهما المشتركة ضد إيران، يبدو أن السعودية وإسرائيل قد وجدا أرضية مشتركة لتعزيز أمنهما القومي على حساب بعض الاعتبارات السياسية التقليدية. وهو ما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية بشكل لم يكن متوقعًا قبل سنوات قليلة فقط.

وفي النهاية، فإن هذا التعاون السري يسلط الضوء على واقع جديد في الشرق الأوسط؛ واقع يتسم بمرونة أكبر وتفاهمات غير معلنة تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية الكبرى. وعلى المجتمع الدولي مراقبة هذه التطورات عن كثب لفهم تداعياتها المحتملة على استقرار المنطقة وأمنها المستقبلي.