التقارير

#تقرير_خاص: إيران بعد الحرب: تحديات مستمرة وواقع معقد للكيان الإسرائيلي

عبدالله القصاب

تشير التصريحات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين إلى أن إيران خرجت من الصراع أقوى مما كانت عليه، وأن نظامها لا يزال قائماً ويواصل تعزيز قدراته العسكرية، وهو ما يعكس صورة قاتمة للمستقبل الأمني للكيان الإسرائيلي. فإيران، التي تعتبرها إسرائيل عدوا رئيسيا، لم تتأثر بشكل كبير بنتائج الحرب، بل على العكس، يبدو أنها استفادت من تطورات الصراع لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.

وفي ظل هذه المعطيات، أشار وزير الحرب الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان إلى أن نهاية الحرب على إيران كانت بمثابة "نشاز ومرارة" للكيان الإسرائيلي. فبدلاً من فرض استسلام غير مشروط على طهران، دخل العالم في مفاوضات معقدة وصعبة، وهو ما يعكس تراجع قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها الحاسمة في الصراع مع إيران. هذا التصريح يسلط الضوء على واقع مرير يعيشه الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم تعد القوة العسكرية وحدها كافية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

أما عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي، فقد اعترف بصراحة بأن النظام الإيراني لا يزال قائماً ويحتفظ بقدرات عسكرية متقدمة. وأشار إلى امتلاك إيران لصواريخ قادرة على تهديد الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر، مما يعكس استمرار التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في المنطقة. هذا الاعتراف يوضح أن التهديدات الإيرانية لم تتراجع بعد الحرب، بل ربما تتعاظم مع مرور الوقت.

هذه التصريحات تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن التوترات الإقليمية قد تتصاعد مجددًا، خاصة مع استمرار البرنامج النووي الإيراني وتطوير قدراتها الصاروخية. فإسرائيل تجد نفسها أمام واقع جديد يتطلب استراتيجيات أكثر مرونة وابتكارًا لمواجهة تهديدات لا تزال قائمة ومتجددة.

من جهة أخرى، فإن تراجع القدرة الإسرائيلية على فرض شروطها أو تحقيق انتصارات حاسمة يعكس تغير موازين القوى في المنطقة. فالحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية محدودة؛ بل كانت اختبارًا لمدى قدرة إسرائيل على الحفاظ على تفوقها العسكري والسياسي في ظل تحديات متزايدة من قبل خصومها الإقليميين والدوليين.

وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن إسرائيل من تعديل استراتيجيتها لمواجهة الواقع الجديد؟ أم أنها ستظل أسيرة تصورات قديمة عن القوة المطلقة؟ إن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه المرحلة الجديدة التي تفرض عليها التعامل مع نظام إيراني قوي ومتماسك يواصل تطوير قدراته رغم الضغوط الدولية والحصار الاقتصادي.

ختاماً، فإن التصريحات الأخيرة تؤكد أن إيران ليست فقط صامدة بعد الحرب؛ بل أصبحت أكثر قوة واستعداداً لمواجهة أي محاولات لإضعاف نظامها أو فرض تغييرات جذرية عليه. وعلى إسرائيل أن تعيد حساباتها وتعيد تقييم استراتيجيتها الأمنية بما يتناسب مع هذا الواقع المعقد والمتغير بسرعة فائقة.

أضيف بتاريخ :2025/06/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد