#تقرير_خاص: استضافة المسؤول الإسرائيلي في قناة العربية: تواطؤ إعلامي مع آلة القتل والتدمير

علي الزنادي
في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه على الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة، وتهديداته باجتياح مدينة غزة، تأتي خطوة استضافة قناة العربية السعودية للوزير الإسرائيلي آفي ديختر، رئيس الشاباك السابق وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، في سياق يثير الكثير من التساؤلات والانتقادات. فهذه المقابلة ليست مجرد حوار عابر، بل تمثل مشاركة مباشرة في تبييض صورة الاحتلال وتطبيع إعلامي غير مسبوق، يعكس نهجًا متزايدًا من السعودية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.
إن الانفتاح الإعلامي السعودي على شخصيات إسرائيلية، خاصة تلك التي تحمل سجلاً حافلاً بالعداء للشعب الفلسطيني والعالم العربي، يعكس توجهًا خطيرًا يتجاوز حدود المهنية الإعلامية. فاستضافة مسؤول أمني إسرائيلي مسؤول عن سفك دماء الفلسطينيين وتدمير مدنهم ومؤسساتهم هو بمثابة تواطؤ واضح مع آلة القتل والتدمير التي ترتكب المجازر يوميًا بحق المدنيين الأبرياء.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المجازر وتُدمر المستشفيات والمدارس والمنازل فوق رؤوس أصحابها، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتلميع صورة الاحتلال والترويج لروايته المضللة. فهي لا تخدم الحقيقة أو العدالة، بل تعزز من شرعية الاحتلال وتمنحه منصة للتبرير والتبرئة أمام الرأي العام العربي والدولي.
وقد أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بشدة استضافة قناة العربية لهذا المسؤول الإسرائيلي. وأكد البيان أن هذه الخطوة تمثل سقطة مهنية وأخلاقية، لأنها تتنافى مع أبسط قواعد العمل الإعلامي الحر والنزيه. فالإعلام الحقيقي يجب أن يكون صوتًا للحق والعدالة وليس أداة لتلميع صورة المحتل أو التغطية على جرائمه.
كما أن تواطؤ وسائل الإعلام مع الاحتلال يضر بقضية الشعب الفلسطيني ويعطي شرعية زائفة لسياساته العدوانية. فالحديث مع مجرمي الحرب الصهاينة لا يخدم الحقيقة ولا يساهم في تحقيق العدالة أو دعم حقوق الضحايا الفلسطينيين الذين يعانون يوميًا من القتل والتشريد والدمار.
إن ما تقوم به بعض وسائل الإعلام السعودية من انخراط في هذا النهج التطبيعي يمثل خيانة لقيم التضامن العربي والإسلامي ولحقوق الشعب الفلسطيني. فالموقف العربي الحقيقي يجب أن يكون داعمًا للمقاومة ورافضًا لأي شكل من أشكال التطبيع الذي يهدف إلى شرعنة الاحتلال وتثبيت أركانه.
وفي النهاية، فإن استضافة مسؤول إسرائيلي يحمل سجلًا عدائيًا ضد الشعب الفلسطيني هو خطوة خطيرة تتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية. فهي ليست مجرد حدث إعلامي عابر، بل رسالة ضمنية تؤكد استمرار التواطؤ مع آلة القتل الإسرائيلية وتشجيعها على الاستمرار في جرائمها بحق الأبرياء.
على وسائل الإعلام العربية أن تدرك مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية تجاه قضايا شعوبها وقضايا الأمة بشكل عام. فالإعلام الحر والشريف هو الذي ينقل الحقيقة ويقف إلى جانب الحق والعدل، وليس الذي يساهم في تبييض وجه المحتل وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية العادلة.
أضيف بتاريخ :2025/09/03