التقارير

#تقرير_خاص: الذكرى الأولى لاستشهاد السيد نصر الله: محطة قوة وتجديد للمقاومة

عبدالله القصاب

مرّ العام على رحيل القائد الأسمى في مسيرة المقاومة، السيد حسن نصر الله، وهو عام يحمل في طياته الكثير من الدروس والمعاني. فقد شكّل استشهاده في 27 سبتمبر 2024 محطةً حاسمةً في تاريخ المقاومة، جامعةً بين أوجاع الفقدان وإصرار الاستمرار، محملةً شعب المقاومة رسالة تملؤها العزيمة والتحدي.

كان فقدان السيد نصر الله ذروةً في مسار التضحية، حيث أُسدل الستار على حياة قائدٍ قاد المقاومة لأكثر من ثلاثين عاماً، يحمل راية التحرر والعزة، ويزرع في نفوس مقاتليه وشعبه قيم الصمود والكرامة. لم يكن استشهاده مجرد خسارة شخصية، بل ةُ عِبرٌ وعبرٌ عن إرادة شعب لم تستطع أن تُقهرها أبواق العدوان والتآمر، بل زادته عزيمة وإصرارًا على مواصلة الطريق.

شهدت المقاومة بعد وفاته منعرجًا حاسمًا، إذ قاومت خلال الأيام الأولى من دون قيادتها المباشرة، مستعينة بإرادتها الفولاذية، أبت أن تنكسَ الراية أو تضعف أمام التحديات. لكن روح الشهيد، كما عبر عنها قادة المقاومة، كانت حاضرة في كل جبهة، في الجبهة الصاروخية وفي خطوط المواجهة المباشرة، حيث أعادت المقاومة ترتيب صفوفها، واستعادت قوتها، مؤكدة أن قيادتها ليست فقط بشخص، بل بقيمها ومسيرتها التي زرعها السيد نصر الله في وجدان كل مقاتل ومواطن.

وفي ذكرى استشهاده، تظهر للعالم من جديد قدرة المقاومة على التجديد والتكيف، فهذه المناسبة توفر فرصة لترسيخ العهد بالسير على خطى القائد، ومضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من الانتصارات، والتمسك بالمبادئ التي رسّخها، من مقاومة الظلم، والانعتاق من قيود الاستبداد والاحتلال.

الذكريات تذكرنا دائمًا بقيم التضحية والتضحيات، وتؤكد أن الاستشهاد، رغم مرارته، هو منبع القوة والعزيمة، لأنه يُحيل حياة الأبطال إلى رموز تستمر في إشعال نار المقاومة، مهما اشتدت العواصف وتغيرت الظروف. وهكذا، فإن استشهاد السيد نصر الله، بمسحة من الحزن، يبقى دافعًا معنويًا كبيرًا لانطلاقة جديدة، تعكس روح المقاومة المتجددة، والتمسك بالأهداف النبيلة.

وفي زمن تزداد فيه التحديات، تبرز ضرورة استثمار هذه الذكرى لتعزيز الوحدة، وتحفيز المجتمع على مقاومة الظلم، والانطلاق نحو مستقبل يدرك طبيعة العدو، ويعتمد على إرادته المستمدة من تضحيات الشهداء، ليمضي قدمًا على درب الحق والحرية، التي رسمها الشهيد.

ختامًا، تبقى الذكرى الأولى لاستشهاد السيد نصر الله مناسبة تاريخية، تستحق التأمل، والتقييم، والانطلاق منها نحو مستقبل أكثر قوة وعزيمة. فقد أثبتت المقاومة، بقيادة شعبها وقياداتها، أن التضحية ليست فقط عنوانًا، بل هي طريق دائم يقود إلى النصر، وأن السير على درب الشهيد نصر الله هو سبيل الاستمرار في مواجهة التحديات، حفاظًا على الكرامة وبلورة الأمل في فلسطين ولبنان والأمة كلها.

أضيف بتاريخ :2025/09/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد