تقرير خاص: حلقة #سيلفي ’على مذهبك’ والدور الإعلامي في وحدة الدين والوطن
تسببت حلقة "على مذهبك" في البرنامج الرمضاني "سيلفي"، يوم الثلاثاء الماضي بالكثير من الجدل، وبين مؤيد لما طرحته الحلقة وآخر معارض، نشط على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق "#سيلفي".
الحلقة تناولت قضية الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة، حيث تحكي قصة طفلين، ترعرع أحدهما في أسرة سنية والآخر في أخرى شيعية، وبعد مضي 20 عاما يكتشف الطفلان أن المشفى أعطى كل أسرة الطفل الخاطئ، ويضطر الاثنان للذهاب إلى العيش مع أسرة تؤمن بالمذهب مخالف لما تربى عليه، ليكتشف الاثنان أن كثيراً من الأفكار التي يحملها كل طرف عن الآخر إنما هي في غالبها أوهام لا تستند إلى حقيقة.
وبحسب متابعين فأن الحلقة أفصحت عن رغبة المواطنين، بالوحدة والتعايش، بغض النظر عما تضمنته الحلقة من تقبل في بعض المعلومات المطروحة، وصحتها من عدمها.
بدوره توجه الممثل الشهير"ناصر القصبي"، بالشكر لجميع متابعيه بعد "التعليقات الإيجابية" التي تلقاها، وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن "الاتصالات تحاصرني بكل الاتجاهات ومن كل مكان، والأجمل أن الإشادة والإطراء من الطرفين سنة وشيعة".
أما الكاتب والناشط السياسي "علي آل غراش"، علق بقول: الذي يغذي التكفير ويرفض الاعتراف بالآخر والتواصل بين مكونات الوطن (أي منع حرية ممارسة التعددية) هي السلطة ومؤسساتها.
وأضاف: لأجل وطن بلا طائفية بغيضة واحتقان وتجييش واعتداء على الآخرين، على السلطة أولا منع الإساءة لأي مكون وطني ووصفه بالكافر والمشرك في مناهج التعليم ووسائل الإعلام الرسمية وبقية مؤسسات الدولة!!
وأشار إلى أن "الاعتراف بالتعددية وحرية ممارستها على مستوى الوطن هو الحل، ليتعرف كل مواطن على الآخر كما هو دون توجيه ووصاية من أحد".
وتابع قوله: الناس ضحية للفكر التكفيري والإساءة والتحريض والكراهية والتجييش في مؤسسات الدولة الرسمية وبالخصوص التعليمية والإعلامية والدينية، وغياب الحرية أي المشكلة في السلطة.
الشاعر"هادي رسول" كانت رؤيته بأن "الفن هدفه الإثارة، إثارة العقول نحو ما يجب أن يكون حلًا على أرض الواقع"، وتابع قوله : " ليس بالضرورة أن يطرح الفن حلًا مباشرًا، إنما يترك لنا فرصة للتفكير نحو ما يمكننا أن نفعله تجاه الواقع و حل الأزمات، هكذا تمكّن ناصر القصبي من الذهاب نحو هذه الإثارة".
مُوضحا : "قد أختلف في تقييم الشكل الذي خرجت به الحلقة و تقديم النموذج الذي مثل به الفنان ناصر القصبي المجتمع الشيعي الذي يُفهم منه أنه تعميمٌ على الحالة الشيعية المتباينة أصلًا، لكن لن أختلف أن ناصر القصبي يحاول أن يشعل شمعة في وسط هذا الظلام، فلنا أن نشكره على جهده و محاولته، التي نرجو أن يكون لها تأثيرٌ على أرض الواقعين الرسمي و الاجتماعي يتجاوز اللحظة".
أما الكاتب "هاني العبندي" علق بقول: الفن بوصفه أداة إعلامية، أظن أن الفن الذي استطاع خلق مساحات من الجدل المستمر المتباين لا يعني بالضرورة نجاح إيصال الرسالة ولكن يعكس مدى اختلاف زوايا الرؤية وأهميتها عند المتلقي.
وبين أن "نجاح المادة الفنية مشروط بقدرات الفنان، أو الفنانة في معرفة الكيفية في صناعة التأثير وفق طبيعة البيئة التي يُنتج فيها، إضافة إلى معرفة الجمهور المستهدف".
وقال "ادعاء أنَّ هناك قراءة وفهم حقيقي واحد فقط للعمل الفني المُنّتج هو اغتصاب لطبيعة العقل البشري. بهدوء تام جدًا".
مُضيفا: "الفن مهما كان محتوى رسالته ومستواه فهو قادر على تجاوز كل صور التابوات حينما يولد في بيئة تسودها الحرية".
ودعا المنزعجين بتقديم فن يعكس رؤيتهم: "المنزعجين جدًا، قَدِّموا فنًّا يعكس رؤيتكم من خلاله و قدِّموه للجمهور المراد استهدافه..
العالم يتسع للجميع !..أليس كذالك ؟!".
وضمن التعليقات، على برنامج" سيلفي" في حلقة "على مذهبك"، علق نادر الملا، في نقاش دائر على الحلقة بقول: العالم يتسع للجميع لكن قنوات صناعة الرأي كالـ mbc وغيرها لا تتسع لسوى رؤية واحدة وأجندة معروفة.
ليأتي رد الصحافي "محمد التركي" مُتسائلا : لماذا لا يُصنع إعلام مضاد من خلالها نستطيع صنع رأي؟
وأجاب "نادر الملا" على سؤال التركي بقول: هناك محاولات ولكن من سيسمح لك؟
ألم يتم الإيعاز للنايل سات والعرب سات - من باب المثال فحسب - لمحاربة قنوات كالمنار والعالم والأنوار وكل قناة مغايرة لما تريده الهيمنة الفكرية؟
وتابع قوله :ليس أمر صناعة الإعلام سهلاً وليست ثماره سريعة، ومع ذلك أقول لا يجب أن تتوقف المحاولات، فدوام الحال من المحال.
بدوره علق "محمد اليوسف"، في هذا الوقت لا احتكار ولا وصاية لقنوات الإعلام .. اليوتيوب الأداة الأقوى وبالإمكان وصول مادتك للملايين فيما لو صنعت الإبداع والتأثير.
وأبدى الملا عدم اختلافه مع اليوسف بقول: لا أختلف مع ذكرتم أخي محمد اليوسف من الناحية النظرية إلا أن الواقع لا يتفق مع ذلك رغم أنني لا أنكر قوة اليوتيوب وغيره. ومع ذلك أقول: لتستمر المحاولات.
فيما علقت إحدى الناشطات (طلبت عدم ذكر اسمها) بقول: بعد حلقة "على مذهبك"، يتضح جليا بأن المسؤول الأول والأخير عن الوحدة الوطنية والإسلامية هو الإعلام، الإعلام الذي بث خطب التكفير على المنابر، وبث برامج الفتن المذهبية، هو من أجج التنافر وساهم في الاختلاف والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، بل بين أبناء الأمة الإسلامية.
وتساءلت : ماذا لو رأينا مثل هذه الحلقة منذ زمن، ماذا لو رأينا برامج دينية للشيعة كمثل البرامج الدينية للسنة؟ حتما لن يكون هناك اختلاف وشقاق.
وعلق آخر بقول: برنامج "سيلفي" ركز وأكد في الوقت نفسه بأن الفتنة المذهبية أو الوحدة الوطنية بيد من، ففي الوقت الذي أظهرت فيه حلقة واحدة مشاعر ممتزجة بين أبناء الوطن من كلا المذهبين مطالبة بتقبل كل طرف للأخر كما هو، يستطيع من بيده الأمر ببث الكثير من البرامج التي تصب في رفض الفتنة المذهبية والتكفير والإقصاء ورفض الآخر.
صحيفة "خبير" رصدت تعليقات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت ردود أفعال متباينة مختلفة ومتشابهة، حيث أستنكر بعضهم، التعرض إلى الشعائر الحسينية بقول: الشعائر الحسينية ليست محلاً للطائفية والاستهزاء بها غير لائق.
ومن بين التعليقات أيضا "فكرة حسنة لكنها لم تدرس بعمق، فغلب عليها إظهار السلبيات أكثر من إيضاح الإيجابيات، واحتوت الحلقة على الكثير من المغالطات عن كلا المذهبين، والمخرج لم يوصل المعلومة بشكل جيد.
فيما كان تعليق آخر"يتكلموا عن القشور ويحطوا الغلط على الناس، وأساس البلاء ما يقدروا عليه"، وآخر علق بقول: فكرة الحلقة جميلة لكن طريقة طرح الموضوع لم تكن جيدة".
ومن بين التعليقات أيضا: إلقاء التربة على الأرض فيها إساءة، والمضمون جيد، لكن المحتوى مكسر.
وجاء من بين التعليقات، "نحن أبناء دين واحد، والحلقة لم تنصف المذهبين بقدر ماقدمت جزء من الحقيقة، لكن ما أحب توضيحه، إن ليس كل أبناء السنة مؤيدين للتفجير، ولا كل أبناء الشيعة مؤيدين للتطبير".
وجاء تعليق آخر على موقع التواصل الاجتماعي "الانستقرام"، أنا سني وصديق عمري شيعي، كل مايجرحه يجرحني، لم نتحدث يوما ما عن سنة ولا شيعة، لماذا جاءت هذه الحلقة وفتحت هذه المصطلحات؟!
وبالعودة إلى حلقة "على مذهبك" في برنامج "سيلفي"، هل ستكون بداية لحلقات مشابهة تدغدغ المشاعر الوطنية للمواطنين؟
وتصب في خدمة الوطن بوحدة جميع مكوناته؟
أم تُراها حلقة هدفت لشيء خفي ..متى ماتحقق عاد الصمت في الإعلام مجددا ؟
أضيف بتاريخ :2016/06/11