لصوص الدين!
محمد الحبيب ..
اللص ليس الذي يتخفى خلف قناع أسود كيلا يعرف وجهه، ويضع قفازا كيلا يترك بصمات جريمته، أو من يسرق منزلك أو من يسطو على أمتعتك، أو من يخطف منك دابتك بالقوة، أو من يسلب منك مالك تحت تهديد السلاح فقط!
يسرق اللص مالك، يمكن أن تعوض هذا، أيضا يعاقب على جريمته التي اقترفها، أما اللص الأخطر الذي تركت له الحرية لكي يسرق ما يشاء وقتما يشاء هو من انتزع منك عقلك وجردك من إنسانيتك وحرم عليك التفكير وأباح لك القتل والتكفير، ويفعل هذا باسم الدين..!
أليس الله من كفل لنا حرية التفكير... قال تعالى {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} سورة الزمر.
لصوص الدين هم الذين يتخفون وراء هيئة رجل متدين، وهم من جعلوا الدين مطية لتحقيق أهداف ليست خفية، هم الذين استبدلوا السلم بالحرب، ومن استبدلوا الحياة بالموت، ويسعون لنشر الفوضى على حساب الأمن، ويرفضون التعايش ويجاهدون لنشر الكراهية، ويدعون للقتل والتدمير، كل ذلك باسم الجهاد والدين ونحن عنهم غافلون..!
الإسلام دين ترغيب وليس دين ترهيب، دين التسامح والسلام والتعايش ونبذ العنف والكراهية قال تعالى {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} سورة الممتحنة.
لصوص الدين هم من يزرعون البغضاء وهم من يدعون لسفك الدماء وقتل الأبرياء، هم للعقول سارقون ولقطع الرؤوس داعون، هم الذين يفتون بجواز قتل ذوي القربى! هم من يفتحون أبواب الفتنة ويغلقون نوافذ السكينة، هم من يطفئون شمعة السلام ويوقدون حطب الحروب جاعلين أبناءنا وقودا لها!
لصوص الدين هم من فخخوا أدمغة الشباب بالمعتقدات الباطلة حتى حولوها إلى قنابل تتفجر إلى أشلاء لقتل المصلين بالمساجد، وهم من يظنون أنهم وحدهم لله وحده راكعون ساجدون..!
قال تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} سورة النساء.
لصوص الدين هم الذين ألبوا الابن على أمه وأبيه وأخته وأخيه وصاحبته وبنيه، ويكفرون كل من يخالفهم ويهدرون دم من يكشف خداعهم..!
قال تعالى: {»ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علىٰ وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} سورة لقمان.
لصوص الدين .. متى نوقفهم؟! ونضع حدا لتلاعبهم بعقول أبنائنا؟! يحركونهم مثل قطع الشطرنج سعيا لتحقيق أهدافهم وأطماعهم أو تنفيذا لأجندة خارجية!
لصوص الدين هم الذين اختطفوا منا الدين وحرمونا الحياة وشوهوا دين الله وأعادونا بالزمن إلى الوراء! هم الذين نشروا أفكارهم الخبيثة فكانت النتائج وخيمة.. وتغلغلوا في عقول الأبناء فجعلوا منهم للوطن خصوما وأعداء.. وبسببهم تجرعنا كؤوس الأحزان حتى ثملنا من كثرة البكاء!
لصوص الدين .. إذا لم تزهق أرواحا بغير حق ولم تجاهر بقطع الرؤوس ولم تكفر عامة المسلمين ولم تسب وتتاجر بالنساء.. فأنت في نظرهم لم تبلغ درجة الإيمان..!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/07/05