دولة فلسطينية واحدة لا دولتان
مصطفى الصراف ..
يجري العمل على مختلف الأصعدة لإقناع الكيان الصهيوني المحتل لدولة فلسطين على قبول ما أطلق عليه بالمبادرة العربية، أي ما أطلق عليه بحل إقامة دولتين، وقد مضى على تلك المبادرة أكثر من عقد من الزمان استمر خلال تلك المدة الكيان الصهيوني في التوسع وبناء المستوطنات، وقد رفض منذ البداية قبول ما سمي بالمبادرة العربية، ولكن الجانب العربي ظل متمسكاً بها، رغم أنها لا تلبي كامل طموحات الشعب الفلسطيني، لا سيما الحق الفلسطيني المشروع في استرداد أرضه، وهذا الحق يلقى تأييداً من معظم دول العالم، بما في ذلك قرار الأمم المتحدة 242، ولكن المؤسف هو أن الجانب العربي هو الطرف المتهاون بسبب خلافاته البينية المفتعلة، ولذلك يجب عدم تدخل الجانب العربي، وهو في ووضعه الراهن الضعيف لإرغام الشعب الفلسطيني على قبول حلول ليست في مصلحته لمجرد تبرئة الذمة من الالتزام بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية.
إن أقل ما يمكن عمله من التزام عربي هو دعم مقاومة الشعب الفلسطيني لمواجهة إسرائيل بالمال والسلاح، وليس التصدي لها بدلاً من التصدي للكيان الصهيوني الرافض لكل الحلول.
أرى أن المقاومة العربية هي السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية، وينبغي بداية التخلي عن مبادرة الدولتين بإعلان واضح ورفع شعار دولة واحدة يتعايش فيها الفلسطينيون، بمن فيهم من هجّروا إلى الدول العربية عن أراضيهم، إلى جانب اليهود المقيمين حالياً في فلسطين، في دولة واحدة ديموقراطية علمانية تحت علم واحد، وسلطة قائمة على أساس الانتخاب الحر المباشر، وإلا فإن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ولم تعد هزيمة إسرائيل أمراً مستعصياً متى استعملنا حقنا في مقاومة الاحتلال، كما فعلت المقاومة اللبنانية في طرده عن أرضها.
إن التطبيع مع الكيان المحتل سيقويه، ويضيف مزيداً من الضعف للجانب العربي، بينما مقاومته اليوم أصبحت هي السلاح الأمضى لهزيمته واسترداد الحقوق العربية المهضومة. إن كرامة الشعوب لا تتحقق إلا بصلابتها في طلب حقوقها ومن لا يقاوم يقدم دليلاً على موته.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/07/16