إرهاب اقتصادي
حمود أبو طالب ..
نقلت عكاظ يوم السبت عن نائب رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى فهد بن جمعة أن عمليات «الإقتصاد الخفي» تكلف الاقتصاد السعودي نحو نصف تريليون ريال سنويا يمثل التستر منها نحو ٧٠%، وأن قرار إغلاق المحلات التجارية عند الساعة التاسعة مساء سيقضي على اقتصاد الظل «التستر» نظرا لأن معظم العمالة ترغب بأن يكون الدوام مفتوحا حتى يستطيعوا الإفلات من المراقبة لا سيما وهذه العمالة الأجنبية تمثل ٨٠% بحسب أرقام الهيئة العامة للإحصاء.
أول ما يلفت النظر في هذا التصريح مصطلح الاقتصاد الخفي، وهو مصطلح مزعج لأنه يذكرنا بـ «المنهج الخفي» الذي دمر عقول شبابنا وجرهم وجر الوطن إلى ما شاهدناه من ويلات مازال شررها يتطاير حولنا، وها هو الاقتصاد الخفي يسلب اقتصادنا ويستنزفه إلى الخارج بشكل مرعب أمام أعيننا وبفعل تساهلنا وتواطئنا على وطننا ومستقبل أجيالنا.
إن نصف تريليون ريال سنويا تجعل العمالة الأجنبية تؤسس في فترة قصيرة أكبر صندوق سيادي خفي في التأريخ داخل أوطانها دون أي تكلفة على اقتصاداتها، مبالغ مالية هائلة مجانية تتسرب عبر بنوكنا أو بطرق أخرى لتستقر بعيداً وتضخ في اقتصاد الآخرين ونحن نلف وندور حول الأسباب ونغالط أنفسنا بشكل سخيف.
إغلاق المحلات التجارية لن يخفف كثيرا من هذه المأساة الاقتصادية لأن مافيا العمالة الأجنبية والمتسترين عليها باستطاعتهم اختراع أكثر من أسلوب ووسيلة لاستمرار اقتصادهم الخفي.
فإذا أردنا حل المشكلة يجب وضع اليد على جذورها واجتثاثها، التستر الذي نعرفه ونراه ونستطيع تحديد أصحابه والأساليب التي يتسترون بها هو ما يجب أن نجتثه مع أصحابه الذين يشكلون خطرا على الأمن الاقتصادي الوطني، إنها جريمة تستحق أشد العقوبات ويمكن تصنيفها كإرهاب اقتصادي لا تنفع معه المناصحة وإنما العقاب الشديد.
نصف تريليون كثير جدا يا سادة، واقتصاد الساعة التاسعة وحده لن يقضي عليه.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/07/25