النفط الاحفوري ونهاية الصلاحية
راشد محمد الفوزان ..
منتجو النفط بالعالم خاصة الدول الأكبر تصديرا واعتمادا عليه، ترى أنها لا تعاني من أي قلق أو خوف من نهاية أو قرب نهاية عصر «النفط الاحفوري» التقليدي، وأن المستقبل لهم ولا شكوك في ذلك، وهذا ما أجل وأخر كثيرا عمليات البحث عن بدائل أو مصادر إيرادات أخرى كما هي دول الخليج اليوم، أو دول الأوبك بصورة عامة، إذا لماذا لم تتحرك دول النفط ذات الاحتياطيات الضخمة إلا حين تراجعت أسعار النفط بهذه المرحلة المختلفة من حيث أن اختلاف الأسعار المنخفضة أصبح أكثر استمرارية من أي فترة زمنية سابقة، والتوقعات والقراءات اليوم تقول إن النفط سيطول منخفضا لمستويات أقل من 70 دولارا و60 دولارا للبرميل، وسيأخذ فترة زمنية بين مستويات 40 و50 دولارا، والسبب وجود خيارات نفطية أخرى أصبحت متاحة كالنفط الصخري، وأيضا الطاقة البديلة «الهواء- الشمس- بعض منتجات زراعية- المياه كطاقة وغيرها» ناهيك عن الفحم أو الطاقة النووية وغيرها، الاتجاه في هذا العالم لبدائل غير «النفط الاحفوري» والواضح أن تكلفة النفط الصخري تتزايد وما ارتفاع منصات الحفر الأمريكي للأسبوع الرابع على التوالي ووصلت الي 371 منصة مرتفعه بنمو 14 منصة. هذا يدل على أن تكلفة الحفارات تقل تدريجيا، ولكن هل هذا سيكون دافعا لدول أخرى لاستخراج النفط الصخري سواء بكندا أو روسيا أو الصين أو غيرها؟؟ يحتاج إلى بحث وتقصٍ كبير، فالتهديد للنفط الاحفوري هو أساسا يأتي من انخفاض تكلفة منصات الحفر والتنقيب عن النفط.
لقد أصبحنا نجد دول كالسويد والنرويج والدنمرك والبرتغال وصلت لمرحلة أن الطاقة الكهربائية تتم تزويدها من خلال مصادر طاقة متجددة، وليس النفط الاحفوري أو مشتقاته، أصبحت الصين الان تقدم الدعم الهائل لإنتاج وابتكارات الطاقة الشمسية، بل أصبحت تباع بطريقة سهلة وميسرة التركيب والاستخدام، ماذا عن الانتشار مستقبلا للمنازل؟ والمصانع؟ وإنارة الطرق وغيرها؟ ويتحول النفط ومشتقاته إلى التحول للصناعات التحويلية، وهذا ما يعتمد على النمو الاقتصادي، فالنفط الواضح أنه يتجه إلى الانحسار كالاستخدام على مستوى العالم، ولا يعني نهاية تامة له، ولكن يكفي أن نصل لقناعة انه لا نمو للطلب، ليس بسبب الإنتاج اليوم، ولكن لأن هناك مزيدا من المعروض وبأسعار أقل، ماذا سيكون مصير اقتصاديات الدول النفطية؟؟ لا حل إلا بالبدائل الغير ناضبة وقبلها بناء الإنسان، لاحول مستدامة، وما نشهده اليوم خير شاهد.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/08/01